أهمية الغابات في الوطن العربي :
يتمتع الوطن العربي بثروة غابية متنوعة في مناطق مختلفة من أرجائه . وتبلغ مساحة الغابات في الوطن العربي 93.8  مليون هكتار وأهم أنواع الأشجار السائدة في بعض الغابات هي الصنوبريات pinus spp. والسرويات cupressus spp. والأرز cedrus spp. والعرعر Juniperus phoenicia والبلوط الأخضر أو البلوط الفليني بالإضافة إلى أنواع من الأكسيا Acacia spp. . وتكون عادة بشكل غابات ذات صنف واحد أو بشكل غابات مختلطة مع أنواع أخرى مثل البطم الاطلسي Pistacia atlantica . وكذلك في بعض الغابات الأخرى يكون السائد شجر السنديان Quercus calliprinos  ويتواجد أيضاً مع أشجار أخرى وشجيرات مثل البطم الأطلسي Pistacia atlantica  أو البطم الفلسطيني Pistacia Palaestina والقطلب Arbutus andrachne  واللوز Amygdalus communis والأجاص السوري البري Pyrus syriaca الزيتون البري Olea europaea  والزمزريق Cercis siliquastrum والخروب Ceratonia sliqua والسويد Rhamus Palaestina وبلوط النتش Quercus infectoria والعلنجي Lonicera etrusca  وغيرها . وكذلك فـي بعض الغابات يكـون البلـوط Quercus aegilops أو بلوط العشب Q. infectoria هو الشجر السائد وتكون مختلطة مع البطم الاطلسي الخروب أو اللبني Styrax officinal  .
وتتمتع عدد من الأقطار العربية بوجود هذه الغابات ، حيث تتنوع الغابات بتنوع الأقاليم البيئية فيها من حيث مساحتها وكثافتها وأنواعها السائدة . وتساهم الغابات في مجالات حماية البيئة وصيانة التنوع الحيوي وتحسين التربة وكذلك هنالك منافع مباشـرة فـي استخدامها للأخشاب والأصماغ وبعض المنتجات الاخرى ، ونذكر هنا تميز السودان بشجرة الهشاب Acacia senegal  التي تنتج الصمغ العربي وتتميز المغرب بشجرة ارقان الفريدة (Argania spinosa) .
3  الوحدات البيئية – النباتية في المراعي والغابات العربية :
تتمركز المراعي الطبيعية في المناطـق الهامشية الجافة وشبه الجافة والتي تتراوح فيهـا معدلات الأمطار بين 100 و 400 ملم في السنة . ويقـع معظمهـا في المناطق التي يسود فيهـا مناخ جاف  شبه صحراوي أو قاحل حيث لا تزيد معدلات الأمطار عن 200 ملم / سنة ، وتتدنى إلى اقل من 50 ملم سنويـا . وتتميز الأنظمـة البيئية في هذه المناطق بالهشاشة وشدة الحساسية وضعف الغطـاء النباتي الطبيعي من حيث الحيوية والكثافة والتغطية الأرضية ، ويتميز هذا الغطاء كذلـك ببساطة التركيب وقلة نسبية في عدد الأنواع . وقد نتج عن ذلك انخفاض في الإنتاجية وتدني في إنتاج المادة العضوية في التربة. إلا انه رغم ذلك تبقى المراعي العربية مصدرا لمصادر نباتية متنوعة شجيرية وعشبية مستوطنة

جدول رقم (2-2)
استخدامات الأراضي في الوطن العربي عام 2000

المساحة : ألف هكتار
مساحة
المراعي
مساحة الغابات
المساحة المتروكة(1)
مساحة المحاصيل الموسمية
مساحة المحاصيل المستديمة

الدولة
المروية
المطرية
7000.00
130.91
148.31
47.26
47.23
157.20
الأردن
-
30.96
-
59.78
-
172.86
الإمارات
-
-
1.32
0.91
-
3.20
البحرين
4561.09
653.90
918.33
175.34
1922.93
2255.58
تونس
2984.00
4223.00
3521.00
306.00
3870.00
529.00
الجزائر
200.00
8.00
-
-
0.41
-
جيبوتي 
170000.00
2700.00
3870.00 (2)
924.00
-
193.00
السعودية
39480.00
64359.96
630.00
952.98
15888.60
420.00
السودان
8359.00
558.00
806.00
1074.40
2652.00
819.90
سوريا
43000.00
9040.00
-
96.03
972.42
23.14
الصومال
30.25
478.50
2654.25
1634.75
675.00
268.50
العراق
-
-
-
12.74
-
63.65
عمان
69.00
26.00
-
14.90
51.70
125.20
فلسطين
-
0.40
11.20
8.17
-
3.22
قطر    
136.22
-
-
3.54
-
1.59
الكويت 
60.00
80.00
-
54.91
79.85
152.96
لبنان
12712.00
753.50
-
662.79
549.36
420.71
ليبيا
-
-
-
2581.94
103.14
604.66
مصر
21000.00
9100.00
2137.80 (3)
455.00
5470.40
783.20
المغرب
14.80
43.00 (4)
-
16.58
194.31
5.00
موريتانيا
2000.00
1600.00
525.41
418.00
531.00
194.00
اليمن
311606.30
93782.13
15223.62
9500.02
33008.35
7196.57
الجملة
المصدر : المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية ، المجلد رقم 20


جدول رقم ( 2-3 )
تطور مساحة المراعي في الوطن العربي

2000
1999
1992
1990
1980
الفتـرة
311.6
342.9
379.1
399.3
510
المسـاحـة ( مليـون هكتـار )
9.1
1.4
3.5
2.2
نسبـة الانخفـاض السنوي %
المصدر : المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية ، المجلد رقم 20  .
ومتأقلمة بصفة كبيرة مع المحيط البيئي، والتي تشكل مخزونا جينيا يمكن الاعتماد عليه في تطوير مختلف انواع المحاصيل الغذائية والرعوية والغابية وغيرها . أما أراضي الغابات الطبيعية فأنها تقع في المناطق التي يسود فيها المناخ شبه الجاف وشبه الرطب والرطب وخاصة في المناطق الجبلية والساحلية والاستوائية .
ونتيجة لاتساع الرقعة المساحية للوطن العربي وموقعه الجغرافي المتميز (شمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا) فإن نباته الطبيعي ينطوي تحت أربعة أقاليم نباتية جغرافية كبرى هي :
أ-  إقليم البحر الأبيض المتوسط :
ويشمل هذا الإقليم كلا من لبنان ومعظم فلسطين وغرب شمال سوريا والأجزاء الشمالية والغربية من الأردن والأجزاء الشمالية من مصر وبعض الأجزاء من شمال المغرب العربي . وتتراوح معدلات الأمطار في هذا الإقليم ما بين 300 و 1000 ملم / سنة . وتقل الأمطار كثيرا كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق أو من الشمال إلى الجنوب . وتتميز المنـاطق التي تزيد فيهـا الأمطار عن 400 ملم / سنة بسيادة  غابات دائمة الخضرة (Evergreen Forests) أو مراحل تدهورية لها على شكل مكونـات ماكية (Maquis vegetation). أما في المناطق التي يقل فيها الهطول عن ذلك فتسود الشجيرات القصيرة والمتقزمة أو الحشائش والأعشاب القصيرة . وهذا الإقليم غني بالأنواع النباتية المختلفة إلا أن أهميته من الناحية الرعوية في الوطن العربي تعتبر محدودة بـالنظر لصغر مساحته النسبية ، بالإضافة إلى أن أجزاء كبيرة منـه تعتبر مناطـق جبليـة وبعضها وعرة جـدا تسودهـا الغابات ذات الأوراق الجلديـة.
ب- الإقليم الإيراني الطوراني :
ويشمل هذا الإقليم بعض الأجزاء من الأردن وسوريا وشمال العراق وبعض الأجزاء من شمال غرب إفريقيا . ويضم بيئات متعددة من السهول والهـضاب وسلاسل الجبال العالية . ويتميز هـذا الإقليم بقلة أمطاره نسبيا إذ لا تتعدى 200 ملم / سنة (معظمها في الشتاء والربيع) وبموسم جاف طويل يتراوح سنويا بين 5 – 7 أشهر في الصيف والخريف ، كما يتميز بارتفاع في درجات الحرارة صيفا وانخفاضها شتاءاً وكلا الحالتين تؤثر سلباً على نمو النباتات .
تسود في هذا الإقليم النباتات القصيرة (Steppe végétation ) التي يتكون معظمها من الحشائش والشجيرات القصيرة . و تنتشر على هيئة تجمعات كثيفة أو مفتوحة . وهو من أغنى الأقاليم بثروته النباتية الطبيعية خصوصا من ناحية عدد الأنواع وارتفاع نسبة المتوطن منها . وتعتبر الفصيلة الرمرامية ( Chenopodiacea ) من الفصائل الهامة المميزة لهذا الإقليم ورغم صغر مساحة الإقليم النسبية في الوطن العربي ، إلا أن أهميته الرعوية تعتبر أكبـر بكثير من مدلول مساحته بسبب سيادة الحشائش والشجيرات الـرعوية واستغلاله في معظم البلاد العربيـة كمراعي طبيعية .
ج- الإقليم الصحراوي السندي  :
يشمل هذا الإقليم أجزاء كبيرة من أقطار المغرب العربي (الجزائر ، المغرب ، موريتانيـا وليبيا) ومصر وجنوب الأردن والعراق وشمال ووسط الجزيرة العربية وبعض الأجزاء من شمال السودان . ويعتبر الإقليم من المناطق قليلة الأمطار بوجه عام ، إذ ينخفض معدل التساقطات من 150 – 200 ملم شمالا إلى ما يقارب الصفر كلما اتجهـا جنوبا ، كما يزداد عدم انتظامها زمنيـا وجغرافيا . و يتميز الإقليم كذلك بانخفاض في الرطوبة وكبر في المدى الحرارى وشدة الحرارة التي تصل في فصل الصيف إلى ما يقارب الـ 50 درجة وتنزل شتاءًا إلى دون الـ 10 درجات .
ويعتبر تملح الأراضي وانتشار الكثبان الرملية من الظواهر الشائعة في أجزاء كثيرة من الإقليم . وينتشر النبت الصحراوي في معظم أجزاء الإقليم الذي يتكون أساساً مـن الشجيـرات والأعشاب القصيرة التي يتركز معظمها في المناطق ذات الاتزان المائي الأفضل ، كما توجد في الوديان والمنخفضات بعض الأشجار القصيرة . وعموما يتميز الإقليم بقلة عدد الأنواع النباتية وانخفاض الكثافة والغطاء النباتي واتساع المناطق العارية أو شبه العارية .
ورغم صعوبة الظروف البيئية المميزة للإقليم وصفات النبات الجفافية وقلة الإنتاجية النباتيـة في وحدة المساحة ، فإن كبر المسـاحة التي يشغلها الإقليم في البلاد العربية قد عوض الناتج الإجمالي من الحصيلة الرعوية . وإن طبيعة البيئة والنبات جعلت النشاط الرعوي هو النمط الرئيس السائد لاستغلال هذه المناطق ، حيث يضم الإقليم جزءًا كبيرًا من البدو الرحل الذين يعيشون من تربية المواشي . ويتخلل المساحات الرعـوية الشاسعة بعض الواحات المروية المستغلة كمزارع .
د-  الإقليم السوداني الديكاني :
يغطي هذا الإقليم معظم مساحات السودان والصومال وجيبوتي والأجزاء الغربية والجنوبية من أقطار الجزيرة العربية ( اليمن ، عمان والإمارات ) وأجزاء من سيناء والحفرة الانهـداديـة في فلسطين و يتميز هذا الإقليم بأمطاره الغزيرة وارتفاع معدلات درجات الحرارة طول السنة مع صغر المدى الحراري سواء بين الليل و النهار أو بين الفصول . ويضم هذا الإقليم أيضـا بيئات متنوعـة من سهول منبسطة وجبال عالية ومناطق مستنقعات وغيرها . ولذلك فهو يعتبرغنيـا بثروته النباتية سواء من حيث عدد الأنواع أو طراز النبات نفسه . وبجانب السهوب الشجرية (Shrub steppe ) هناك مناطق شاسعة من الحشائش الطويلة (سافانا) والتي تتحول في بعض المناطق إلى غابات تسود فيها الأشجار والشجيرات وغيرها ( Acacia sp.) المختلطة بالحشائش الطويلة (Savana Forest) . أما المناطـق الأكثـر أمطـاراً فتسود فيها الغابات المدارية المطيرة (Tropical Rainy Forest) .
وتعتبر المناطق العربية التي يغطيها هذا الإقليم من أغنى وأهم المناطق الرعوية والغابية في الوطن العربي من حيث التنوع الحيوي وتعدد وتنوع الأصول الوراثية النباتية وارتفاع إنتاجيته مقارنة مع الأقاليم الأخرى . ويعتبر الإقليم منطقة تمركز للأبقار والأغنام والجمال السودانية والصومالية . ومنبعاً لأحسن أنواع الأخشاب والمنتوجات الغابية .

Post a Comment

Previous Post Next Post