محاصيل صناعية وطبيعية :
 بعض محاصيـل المكيفات مثـل التبغ    (Nicotiana spp.) والقات    (Qata edulis)  تزرع فـي بعض أقطار الوطـن العربي ، حيث يعـرف نوعان مـن التبغ فـي الدول العربيـة هما  N. Tabacum  و  N. rustica ، وتزرع منهما أصناف وسلالات قديمة. أما محصول القات فيعرف في اليمن كمحصول في مساحات كبيرة . وتوجد محاصيل طبية وبستانية كثيرة ومتنوعة في الوطن العربي في معظمها قديمة نذكر منها الكركدي Hibiscus sabdaffi والكبار caparis spinosa وغيرها .
المحاصيل السكرية :
قصب السكر Saccharum sinense :
هو محصول نقدي وصناعي هام لبعض البلدان العربية كالسودان ومصر والصومال والمغرب ، وتشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة أن هذا المحصول يعرف تنوعاً وراثياً هاماً بمناطق المحيط الهادي والمحيط الهندي ، كما توجد أنماط برية من قصب السكر في الدول العربية بالإضافة إلى الأصناف المزروعة ، وتنتمي هذه الأنماط البرية لنوعين هما Saccharum spontaneum و Erianthus maximus .
بنجر السكر ويسمى الشمندر السكري Beta vulgaris :
يعتبر محصولاً صناعياً هاماً مستورداً للوطن العربي من مركز النشوء الأصلي بالمتوسط الشرقي والجنوبي ، كما يتواجد بشرق آسيا ، إلا أن هذا المحصول لم يتطور بالمناطق الجافة إلا في زراعات مرويه وقد صدر إلى البلاد الأوروبية ، حيث تكون الأمطار كافية لزراعتها اقتصادياً ، لذلك فإن الأصناف المزروعة محسنة ومستوردة من بلدان أوروبية .
محاصيل جذرية نشوية :
عـرف السكـان المحليون فــي بعض الدول العربية الأفريقية محاصيل جذرية كالكسافا  (Manihot esculenta) واليام  (Dioscorea sp. ) كمحاصيل غذائية ومصادر هامة للنشا ، حيث تزرع هناك باستخدام أصناف محلية قديمة .
2  الألياف :
بينما تنتشر زراعة بعض المحاصيل المنتجة للألياف مثل القطن في أقطار مختلفة من الوطن العربي فإن بعضها الآخر يكتسب أهمية من استخدامه أو نوعية موارده الوراثية في بعض البلاد العربية. إن شجرة نخيل الدوم  (Hyphaene thebaica)المتوطنة في أنحاء مختلفة من السودان ومصر والامارات العربية المتحدة تمثل مصدرا هاما للألياف للسكان المحليين. كذلك فإن أنواعا مثل الكناف  (Hibiscus cannabinus)، والجوت olitorius)    (Corchorus والسايسل  (Agave sisalana)تنمو في مناطق متفرقة في بعض الدول العربية في شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية .
القطن :
تتداول زراعة القطن بعدة أقطار عربية أهمها سوريا ومصر والسودان والعراق ، كما يزرع القطن بمساحات صغيرة باليمن والصومال والمغرب . ينتمي القطن إلى مركز النشوء الاصلي بآسيا الوسطى ومراكز التنوع الثانوي بجنوب شرقي آسيا وشرقي افريقيا . وهكذا فإن المناطق العربية ليس بها مراكز للتنوع ، إذ يبدو أن القطن تواجد منذ العصر المسيحي بالسودان والصومال ثم تفرع نحو اليمن ومن شرق افريقيا إلى الشام ومصر وبعض أقطار شمال أفريقيا .
ويمكن تقسيم الأنواع المتواجدة بالوطن العربي إلى :
1-  أنواع برية تنتمي إلى Gossypium somalense و Gossypium anomalum بالسودان والصومال وهي ذات جودة عالية تعرف بنحافة أليافها وتحملها للملوحة .
2-  أنـواع زراعيـة محليـة تـزرع بالسودان وتنتمي لنوعين وهما : Gossypium arboreum و Gossypium herbaceum .
وتزرع  بأقاليم النيل الأزرق الاستوائية ودارفور وكردفان وهي تعتبر إما أصلية أو مستوردة منذ القدم ، وهناك أيضاً أنواع محلية تزرع بسوريا وتنتمي إلى النوع Gossypium barbatum وتزرع بمنطقة دير الزور والرقة .
3-  أنـــواع تجاريـة مستنبطة أو مستـوردة وتنتمي إلـى نوعي G. barbadense, hirsutum  G.بمصر  كأنواع جيزة العديدة (45-70-75 الخ) ، وبالسودان وكذلك بسوريا وتنتمي هذه الأخيرة إلى نوع G. barbatum مثل أصناف حلب 40 وحلب 1033 ورقة 5 ودير الزور 22 .
وهنا لا بد من الإشارة أن محصول القطن يتمتع في مصر وسوريا والسودان بعناية في التحسين الوراثي ولا بد من تكوين مجموعات للموارد الوراثية بهذه الأقطار نظراً للدور الاقتصادي الذي يلعبه القطن وأهمية توفر تنوع وراثي لمقاومة الأمراض والحشرات وتحسين جودة الألياف .
الحلفاء Stipa tenacissima :
هو نبات طبيعي دائم يتواجد بالسباسب (السهوب) بالمغرب وبمناطق الوسط الغربي بتونس والوسط الشرقي بالجزائر ، وهي تستعمل لنسج الحصائر وكذلك لتصنيعها كعجين الحلفاء لإنتاج الورق . ويتم استغلال الحلفاء بالجني مرة في السنة من طرف الفلاحين الذين يجمعوه للتصنيع ، إلا أن هذا الاستغلال يتسبب في تدهور هذا العشب خلال سنوات الجفاف ، لذلك فهو منظم تحت نظام الغابات بتونس والجزائر والمغرب .
محاصيل صناعية أخرى :
من المحاصيل الصناعية والتي بدأت تحظى بأهمية خاصة في بعض البلاد محصول القوار Cyamopsis tetragonolobus  والذي تشير الدراسات لوجود نوع بري منه (C. senegalensis) في السودان.



الأعلاف : النجيليات :
الشوفان Avena sativa :
ويسمى القصيبة بالجزائر وتونس والخرطال بالمغرب . وهو محصول علفي يصلح لتغذية الحيوانات (الخيول خاصة) وإنتاج الأعلاف الجافة ببلدان شمال أفريقيا .
نشأ الشوفان بمركز التنوع الجنوب المتوسطي الذي يغطي شمال أفريقيا ومنه تفرع إلى الشرق الأوسط حيث تتواجد عشائر برية متوطنة ، ومن الأنواع البرية نجد الشوفان البري  Avena sterilis ، والشوفان الجزائري Avena algeriensis ، الشوفان البري Avena barbata ، والشوفان القائمي  Avena columnaris .
إلا أن هذه الأنواع البرية تم جمعها اثر الحرب العالمية الثانية من طرف الباحثين الاستراليين والأمريكيين وتم تصنيفها وتحسينها . لذلك فإن جل الأصناف المحسنة والمزروعة بأقطار شمال أفريقيا هي مستوردة من هذه البلدان لذلك فإن التنوع الوراثي للشوفان هو مهدد بالانقراض إذا لم يقع عليها التركيز من أجل حمايتها واستخدامها مستقبلاً .
النجيليات العلفية الأخرى :
وهي تشتمل على الأجناس التالية : Bromus , Festuca , Phalaris وهي تتواجد بأنواع برية عديدة تزخر بتنوعها الوراثي بمركز النشوء المتوسطي . ويصلح معظمها كأعلاف في المراعي الطبيعية ، غير أنها تعتبر أعشاباً طفيلية تقاوم بالمبيدات  في حقول الحبوب وفي البساتين .
البقوليات العلفية :
تتواجد أجناس عديدة من هذه البقوليات بمركز النشوء المتوسطي الجنوبي وبمركز النشوء للشرق الاقصى وهي الأجناس التالية :
Trifolium , Medicago , Trigonella , Lathyrus , Vicia , Hedysarum ، لذلك فإن الوطن العربي يحتوي على أهم المدخرات الوراثية للبقوليات العلفية حيث تتواجد أنواع عديدة تتلاءم وكافة المناخات الممطرة والشبه رطبة والشبه جافة والجافة وعلى ارتفاعات مختلفة من سطح البحر إلى ارتفاع 1200 متر ، كما تزخر قواعد المعلومات العربية بالمعطيات حول هذه الأنواع في سوريا وتونس والعراق والمغرب غير أن جل هذه الدراسات بقيت أكاديمية ولم تعنى بالتحسين والانتخاب الوراثي لذلك تعرضت هذه العشائر البرية إلى الانقراض التدريجي بسبب الرعي الجائر واستزراع السهول بالحبوب .
وقد قام  الباحثون من أستراليا وأمريكا وإسبانيا بعدة بعثات لتجميع هذه الأنواع خلال الأربعينات والسبعينات مـن القـرن الماضـي واعتنـى الاستراليـون بالخصـوص بالتحسـين الوراثـي وتـم انتخاب أصناف عديـدة استعملت فـي استراليا للتـداول الزراعـي (نظام حبـوب/أعـلاف بقولية (Ley Farming system) ، والذي مكن استراليا من تكثيف إنتاج الحبوب والأعلاف وتربية الأغنام فأصبحت بلداً مصدراً للحبوب واللحوم والصوف وفي نفس الوقت تطورت صناعة بذور هذه البقول العلفية فأصبحت تصدر البذور المحسنة لبعض الأقطار.
وفيما يلي نبين أهم أنواع الفصة (Medicago) والجلبان (Lathyrus) بالأقطار العربية والمهددة بالانقراض إذا لم تكن انقرضت تماماً .
1- الجلبان Lathyrus spp. :
هي جملة أنواع قرنية حولية (شتوية) وبعضها معمر تحتوي على 27 نوع منها :
*  المتواجدة بسوريا ولبنان وشمال أفريقيا ومصر هي :
L sativua
L. ochrus 
L. aphaca  
L. cicera  
L.pseudo-cicera
L. gorgoni  
L. hieroso lyianus 
L. inconspicuus 
L. stenophyllus  
L. blepharicarpus 
L. niger 
L. digitatus
L. libani
L. annuus
L. saxatilis
L.  marmoratus

* الجلبان المهددة بالانقراض :
L. ciliolatus       و       L. basalticus     و   L. chrysanthus
L. sphaericus     و           L. hispidulus  و    L. gloeosperma
L. stenolobus     و          L. nissolia
*  الجلبان المنقرضة :
L. laxiflorus    و  L. vernalis  و L. inermis .
2- الفصة Medicago sp :
ويتواجد منها 23 نوع بكل أقطار الهلال الخصيب وشمال أفريقيا وهي :
*  موجودة ومستغلة بالمراعي الطبيعية والأراضي المروية .
M. trancatula     و  M. minima  و M. tornata
 M. polymorpha و  M. marina    و  M. rigidula و M. sativa .
* والمهددة بالانقراض وهي :
M. orbicularis     و M. scutellata      و M. intertexta     و M. blancheana
M. rotata           و M. rugosa          و M. littoralis      و M. tuberculata 
 M. coronata      و M. galilaea         و M. hispida        و M. arabica
M. laciniato       و M. lupulina         و M. radiata         و M. media
نباتات برية مستخدمة على نطاق محدود :
تنمو في كثير من أنحاء الوطن العربي العديد من النباتات بشكل بري  ، ويقوم الاهتمام باستخدامها كغذاء ، كما ان معظمها يأخذ مكانه في الأسواق المحلية ، وتلعب أدواراً هامة في مواجهة نقص الغذاء والفجوات الغذائية خاصة في سنين الجفاف .
وتشمل قائمة هذا النوع من النباتات العديد من الأشجار والشجيرات المثمرة والأنواع النباتية الحوليـة مثل أشجـار التبلدي (Adansonia digitata) والعرديب (Tamarindus indica) والسدر (Ziziphus spina-christi) والدليب  (Borassus aethiopium)ونباتات الكول (Cassia obtusifolia) والدفرة (Echninochloa colona) وأرز الوادي (Oryza punctata) وأنواع أخرى .
التين الشوكي :
ويسمى الهندي بتونس والمغرب والبلس باليمن والبرشم وتين الصبار ببلدان أخرى ويرجع أصله إلى أمريكا الوسطى حيث يوجد تنوع وراثي هام جداً . هناك نوعين من التين الشوكي في الوطن العربي هما :
1- Opuntia ficus-indica :
وهو نوع مدخل بالوطن العربي (تونس ، والمغرب ، سوريا ، اليمن) عالي التأقلم للمناخات الرطبة والجافة والإرتفاعات من سطح البحر حتى 2800 متر باليمن ، يمكن استزراعه في كافة البيئات الصعبة قليلة التربة أو القاحلة لوقف الإنجراف وإعطاء الثمار ومد الأحزمة الخضراء .
2- Opuntia inermis :
وهو نوع ناعم علفي متواجد بكثرة في تونس والمغرب ، حيث تتم زراعته في المنظومات الجافة والشبه الجافة في مدخرات علفية كما استزع تحت الري الموضعي لإنتاج الثمار .
وتجدر الملاحظة أن التين الشوكي يمكن أن تصنع ثماره لإنتاج عصير أو مربة كما يمكن ان تصنع منه بعض الأدوية .
2-2  التنوع النباتي في المراعي الطبيعية والغابات فـي الوطن العربي :
تعتبر المراعي والغابات أحد أهم الموارد الطبيعية في الوطن العربي، وهي تسهم بشكل فعال في تحقيق الأمن الغذائي العربي، وتعتبر مصدراً هاماً للغـذاء والأخشاب والألياف والماء والطاقة وتشكل مخزونا ضخما من المصادر الوراثية النباتية الغذائية والعلفية والعطرية والطبية وغيرها.
وقد عرفت هذه الموارد ولفترات طويلة استغلالاً مكثفاً فاق طاقاتها الإنتاجية دون مراعـاة لطبيعتهـا الهشة . وقد نتج عن ذلك النمط السيئ من الاستغلال تـدهـور كبيـر في هذه الموارد الطبيعية وتدني ملحـوظ فـي مستـويـاتهـا الإنتـاجيـة وخاصة في تنوعها الحيوي ومصادرها الوراثية. وأدى هذا التدهور إلى تطور التعرية المائية والهوائيـة وانتشار ظاهرة التصحر وزحف الرمال التي أصبحت تهدد المزارع والمنشآت والتجمعات السكنية وغيرهـا .
2-2-1  أهمية المراعي في الوطن العربي :
حسب إحصائيات المنظمة العربية للتنمية الزراعية فإن مساحة المراعي الطبيعية بلغت خلال سنة 2000 ما يقارب 311.6 مليون هكتار ممثلة نسبة 22 % من المساحة الإجمالية للوطن العربي والتي تقدر بـ 1.41 مليار هكتار . وحسب معطيات (الجدول رقم 2-2) فـإن 89 % مـن هـذه المـراعـي أي مـا يقـارب مسـاحـة 276.5 مليـون هكتـار  تتـواجـد بكـل مـن السعـوديـة والصـومـال والسـودان والجـزائـر والمغـرب. وقـد عـرفـت الأراضـي الـرعـويـة حسـب الإحصـائيـات المتـوفـرة تقلصـا ملحـوظـا في مساحاتهـا على مدى العقديـن الأخيرين، لتحل محلها الزراعات و خاصة منها البعلية الهامشية والأراضي المتصحرة . ويوضح الجدول رقم (2-3) أن الأراضي الرعوية انكمشت من 510 مليون هكتار خلال سنة 1980  إلى 399.3  مليون هكتار عام 1990 ثم إلى 311.6  مليون هكتار عام 2000 ، وبذلك تكون قد عرفت أكبر نسبة انخفاض ما بين عام 1999 و عام 2000 .
بالإضافة إلى دور المراعي البيئي وتوفير الملجأ للحياة البرية فإنها تعتبر مصدر غذائي رئيسي لأعداد كبيرة من الماشية يزخر بها الوطن العربي ، وخاصـة الأبقار والأغنام والماعز والإبل التي تجوب أراضي الرعـي الممتدة على أطراف المناطق الجافـة وشبه الجافة والقاحلة . وتقدر أعداد الماشية الإجمالية في الدول العربية حسب إحصائيات المنظمة العربية للتنمية الزراعيـة لعام 2000  بـ:
53.5    مليون رأساً من الأبقار ،
3.5     مليون رأساً من الجاموس ،
156.7  مليون رأساً من الغنم ،
85.9   مليون رأساً من الماعز ،
12.1   مليون رأساً من الإبل ،

Post a Comment

Previous Post Next Post