تأثير تكنولوجيا المعلومات على أداء المؤسسات

 مقدمة :  تميّزت كل مرحلة من الحضارة الإنسانية بإنجاز هام أو قفزة حضارية، فكان عصر الكتابة، و الزراعة، و النهضة الصناعية، و الطيران..لكن الملفِت تعدد القفزات العلمية وتنوّعها في عصرنا الآن، من الاكتشافات الطبية للكهرباء للهاتف للطاقة النووية لغزو الفضاء و تطور الكمبيوتر...مما جعل صعباً إطلاق تسمية وحيدة على هذا العصر. بعض الباحثين يرون أن أهم العوامل المساهمة في تسريع التطور، هي قفزة تكنولوجيا المعلومات التي قدمت تسهيلات هائلة للمؤسسات و الأفراد و فرضت تحديات كبرى مثَّلت القوة المحرّكة للتغيير و التقدّم.

تكنولوجيا المعلومات و أثرها على طبيعة عمل المدراء : 
يظهر أثر عصر المعلومات على طبيعة عمل المدراء وفق محورين رئيسيين :
-        التأثير على طبيعة و مهام عمل المدراء : يمكن لحظ التحوّل بالمقارنة مع ما كان متعارفاً عليه قبل ظهور تكنولوجيا المعلومات. فبعد أن كانوا يعتمدون على تكليف مساعدين إداريين لإنجاز المهام الإدارية، نراهم اليوم يقومون بطباعة و إرسال و استقبال المراسلات بأنفسهم، كذلك تنظيم مواعيدهم و اجتماعاتهم من خلال التكنولوجيا الحديثة (حواسيب، بريد إلكتروني، برمجيات...).
كما أن تطور تكنولوجيا المعلومات و تطبيقاتها دفع لرفع مستوى التنافس بين الشركات و ظهور تحد جديد للمدراء لبناء آليات عمل تضمن ديناميكية التعامل مع المستجدّات، و التواصل الدائم مع أفكار و تقنيات جديدة لمنع سبق المنافسين لهم، خاصة بعد ظهور الانترنت التي سهّلت للزبون الحصول على عدد هائل من العروض، و سمحت للشركات بالوصول لزبائن جدد خارج الحدود اللغوية و الجغرافية. إذاً على المدراء التعلّم المستمر و مواكبة التطور ليتمكنوا من مجابهة تدفق الأفكار و التقنيات الجديدة.
هنا يأتي الدور المتعاظم للإبداع، فدورة حياة المنتَج (الفترة التي تبدأ مع أبحاث تطويره و اختباره ثم بيعه و تسويقه، و تنتهي بانخفاض الطلب عليه حتى الوصول لعدم اقتصادية إنتاجه) بدأت تقصر بسبب سرعة تطور تكنولوجيا المعلومات و الاتصال التي تفرز ميزات جديدة بشكل دائم و سريع. الإبداع هو محور استمرار المؤسسة و ميزتها التنافسية.  
-        التأثير على المتطلبات اللازمة لعمل المدراء : حيث نلاحظ انتشاراً مطرداً لاستخدام التجهيزات اللاسلكية (هاتف خلوي، شبكات لاسلكية، حواسب نقالة..) التي أصبحت متاحة بشكل واسع لتأمين اتصال ثابت و فعال يساعد المدراء على تطوير كفاءة عملهم. يستخدم المدراء ثلاثة أشكال رئيسة من التقنيات الإلكترونية :
·       مساعد رقمي شخصي (حاسب يدوي) : نموذج مصغر عن الحاسب الشخصي، يسمح للمدراء بجدولة مواعيدهم و الدخول لشبكة الانترنت و استقبال و إرسال ي\بريدهم الإلكتروني. إضافة لتخزين بعض قواعد البيانات المهمة.
·       هواتف خلوية تسمح بنقل الصور و دخول شبكة الانترنت : دفعت المنافسة الشديدة بين مصنعي الهواتف الخلوية للاستمرار في تطور خدماتها، فظهر الاتصال اللاسلكي مع الانترنت و تقنيات نقل الصورة الثابتة و المتحركة للمساعدة في قرارات الشراء، مما رفع من سوية أداء المدراء.
·       الحواسب النقالة laptop computers : يعود انتشارها بين المدراء لإمكانية متابعة ملفاتهم وكتابة تقاريرهم خلال السفر. تطورت كذلك بسرعة كبيرة مما خفض تكاليفها و زاد انتشارها بين المستخدمين لتحسين مستوى أداء المدراء في اتخاذ القرار.

Post a Comment

Previous Post Next Post