نقد الرواة:
وبيان حالهم من صدق أو كذب، وتتبع أحوالهم وتاريخهم وسيرتهم، وما كان من سلوكهم، من أجل أن يقوّموا كل واحد منهم وحتى يميزوا بين الصحيح من الحديث وغيره، وكانوا في نقدهم للرجال لا يحابون ولا يجاملون أحداً، حتى وجدنا علي بن المديني حينما سئل عن أبيه فأحالهم، فلما أعيد عليه أطرق ثم رفع رأسه وقال: هو الدين إنه ضعيف.
وقد صنفوا في ضوء موازين النقد الدقيقة - الرواة إلى أصناف:
منهم من يترك حديثه، ومنهم من يتوقف في قبوله، ومنهم من يؤخذ عنه.
فمن المتروكين: [أ]- الكذابون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
[ب]- الكذابون في الأحاديث العامة، [جـ]- أصحاب البدع والأهواء، [د]- الزنادقة والفساق، [هـ]- المغفلون ...
ومن الذين يتوقف في قبول روايتهم: [أ]- من أختلف في تجريحه وتعديله، [ب]- من كثر نسيانه، [جـ]- من اختلط
_____
(1) الكاشف للإمام الذهبي مقدمة المحققين ص 11 تحقيق وتعليق د. عزت علي عطية وموسى محمد علي الموشي طبعة دار الكتب الحديثة بالقاهرة الطبعة الأولى 1392 هـ - 1972 م.


آخر عمره، [د]- من ساء حفظه، [هـ]- من كثر خطؤه وخالف الأئمة الثقات في مروياتهم، [و]- من كان يأخذ عن الثقات والضعفاء ولا يتحرى ..
وأما من تقبل روايتهم فهم الذين تحققت فيهم العدالة وسلموا من أسباب الفسق وخوارم المروءة، وتحقق فيهم الضبط في الحفظ والرواية، فعدالة الراوي وضبطه هما أساس التعديل أو التجريح، وتتفاوت مراتب التعديل والتجريح على حسب تفاوت درجات العدالة ودرجات الضبط عن الرواة.

Post a Comment

أحدث أقدم