مبدأ الاهتمام
بالغير هو الاجتماع بالناس ومخالطتهم ونفعهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر
ونشر الخير بينهم .
التربية الذاتية تتعلق باهتمام
الفرد بنفسه لتربيتها وتزكيتها ، ويتم ذلك بجهوده الذاتية دون انتظار المعونة أو
التوجيه من أحد ، وقد يفهم من هذا ألا يلتفت المرء إلى غيره بحجة ألا يشغله ذلك عن
تربية نفسه ، ولكن الحقيقة أن الاهتمام بالآخرين عنصر أساسي من عناصر التربية
الذاتية .
مبدأ الاهتمام
بالغير هو الاجتماع بالناس ومخالطتهم ونفعهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر
ونشر الخير بينهم .
إن الفرد الذي
يعيش لنفسه ولا يهتم بغيره يعيش صغيرا ويموت صغيرا ويندم كثيرا ، ولا يستطيع الفرد
السوي إلا أن يكون مختلطا بمن حوله ، فإن من أخص خصائص الإنسان أن ينتمي إلى وسط
ما يشعر بمشاعره ويحس بأحاسيسه ، ويتحول هذا الوسط في التربية الإسلامية إلى ما
يسمى بالأخوة الإسلامية التي تقوم على الحب في الله ، وهذه الأخوة لا يمكن أن
تتحقق على أرض الواقع ومن حيز الادعاء إلى حيز التطبيق إلا من خلال المساعدة
والمساندة والاهتمام والسعي وقضاء الحوائج للآخرين . ويكفي من يقوم بذلك رضا
وسرورا علمه أن من ينفع غيره من العباد فهو محبوب عند الله عز وجل مما يشعره
بالقرب منه والاتصال به .
قال صلى الله
عليه وسلم : أحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله [ حسنه الألباني في صحيح الجامع
برقم 170 ] . فالخلق كلهم عالة على الله وفي حاجة إليه ، وخير هؤلاء من يقدم النفع
لهم .
والتعامل مع
النفوس البشرية المختلفة يقتضي سعة الصدر وسماحة الطبع واليسر والتيسير في غير
تهاون ولا تفريط في دين الله ، وكل هذا مما يعود أثره على ذات المسلم فتزداد صقلا
وتزداد تربية وتزكية (1)
وخدمة الآخرين
يكسب الفرد صفات أخلاقية عدة منها : الصبر والتضحية والبذل والتعاون وغير ذلك من
الأخلاق الإسلامية الحميدة التي تشع نورا وبهاء من النفس المتحلية بها .
وعندما يأمر
الفرد بالمعروف وينهى عن المنكر يزداد ثباتا على المبادئ التي يعتنقها ويكون أول
الفاعلين لها والمتمسكين بها ، فهذه العبادة هي أولا إصلاح للذات قبل أن تكون
إصلاحا للغير ، وحري بكل مسلم أن يحرص عليها ليربي ذاته ويزكي نفسه .
وسيقتصر هذا
المبحث على تقرير الاهتمام بالغير كمبدأ من مبادئ التربية الذاتية في التربية
الإسلامية من خلال ثلاثة عناصر هي :
1ـ تنفيذ
التكليف الرباني .
2ـ النجاة من
العذاب .
3ـ التشوق للأجر العظيم .
إرسال تعليق