استخدام الطاقة البديلة او الطاقة النظيفة
إنّ عدم ترشيد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، سواء على صعيد المياه أو الطاقة أو الغذاء، هو جريمة تتمثل في الاستهتار بالبيئة العالمية واستدامة مواردها المحدودة، كذلك الأمر بالنسبة لعدم عزل الأبنية حرارياً بالكميات المطلوبة، ومحدودية استخدام التصاميم المعمارية الصديقة للبيئة والأجهزة الموفرة للطاقة، وما ينجم عن ذلك من هدر في الطاقة وزيادة الإنفاق، والافتقار للراحة الحرارية التي تعيق الإنتاج وتزيد من احتمالات أمراض القلب والتنفس وغيرهما.
ماذا سيحدث للبيئة العالمية في ظل التباطؤ في التحول إلى استخدام مصادر طاقة نظيفة نتيجة الاحتكارات التكنولوجية، والسيطرة على منابع النفط والهيمنة على الاقتصاد العالمي بقوة رأس المال، والهيمنة العسكرية، والآيديولوجية التي تتيحها السيطرة على وسائل الإعلام؟
وماذا سيحدث للبيئة في ظل التوسع في إنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وإغراق العالم بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، وبالتالي ظهور كميات كبيرة من النفايات الخطرة، والتي عادة ما يتم التخلص منها بصورة عشوائية في البحار والمحيطات لارتفاع تكلفة معالجتها، أو ربما دفنها تحت الأرض، وبخاصة في الدول الفقيرة والمستباحة، كما حدث في الأراضي المحتلة بفلسطين وربما في العراق وأفغانستان أيضاً، وهي ملوثات مشعّة وخطيرة جداً؛ بعضها سيدوم لآلاف وملايين السنين قبل أن تستنفد قدرته الإشعاعية؟ وهل نحن على استعداد لدفع هذا الثمن الباهظ؟
وهل نحن على استعداد للسقوط في دوّامة الهيمنة التكنولوجية في ظل احتكار "صناعة المعرفة"، بدلاً من إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة المتوافرة في بلادنا المشمسة - خلال أغلب أيام السنة - بشدة تفوق معدّل ما يسقط على أوروبا بثلاث مرات على الأقل؟
هناك جهود دولية على صعيد عالمي للحد من تفاقم ظاهرة الانحباس الحراري، فقد تداعت الكثير من دول العالم للتوقيع على اتفاقية كيوتو Kyoto Protocol عام 1997 في اليابان، والتي جاءَت معدّلة ومطورة لاتفاقية ريو دي جينيرو في البرازيل، عام 1992، وكان هدفها وضع حد للتلويث المتعاظم للكرة الأرضية بالغازات المتنوعة؛ التي أدت إلى ظاهرة الانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، والغازات هي: ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكسيد النيتروز وغازات- CFCs   HFCs  - PFCs - SF6.
        صدرت  نشرة IPCC، وهي المؤسسة التي فازت بجائزة نوبل 2007 مناصفة مع آل غور، الذي كاد أن يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2000. وفي ضوء تقديرات العلماء بارتفاع درجة حرارة الأرض من 1.4 درجة مئوية عام 1990 إلى 5.8 درجة مئوية عام 2100، فإنه تغير يكفي لانحسار الثلوج في القطبين خلال القرن الحادي والعشرين، وتغير المناخ وإغراق الشواطئ، وانحسار المناطق الزراعية وتملــّـح مياه الشرب ونحو ذلك.

Post a Comment

Previous Post Next Post