في ضوء معرفتنا لتنامي اقتصاد العالم على نحو
جنوني، ولتزايد أعداد المركبات إلى أكثر من 500 مليون سيارة متحركة في العالم،
ولاتساع رقع الحرب وتتطور صناعة القتل، فإن هناك محاولات لمواجهة ظاهرة الانحباس
الحراري على صعيد عالمي،
وذلك بتخفيض نسب التلوث الاصطناعي الناجم عن نشاطات
الإنسان المختلفة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة النظيفة التي ما زالت دون الحد
الأدنى المطلوب في الدول الفقيرة والغنية على حد سواء، ولكن هناك أفكاراً حديثة
إبداعية يتم تداولها في العالم، فمنها ما يشجّع إنتاج رقائق زجاجية، ذات سماكة في
غاية الرقــّة، بحيث يمكن نثرها في الفضاء حول الكرة الأرضية كي تخفـّض كمية أشعة
الشمس التي تصل إلى الأرض.
وهناك أفكار أخرى لجعل السُّحب الطبيعية أكبر
حجماً وأعظم كثافة بإطلاق رذاذ من البخار في الجو من خلال مدافع عملاقة من فوق
البحار، بحيث تؤدي هذه السحب إلى حجب بعض أشعة الشمس عن سطح الأرض. وهذه الأفكار
مستمدة من ظاهرة التلوث الطبيعي، كحال ثوران البراكين، حيث أدى ثوران أحد البراكين
في اندونيسيا إلى انخفاض درجة الحرارة 0.6 درجة مئوية؛ بعد أن انتشرت الغازات
والسخام والأغبرة فوق خط الاستواء، وانتشرت بالتساوي حوله بعد مدة عامين على ثوران
البركان.
كذلك أدى ثوران بركان جزيرة كراكاتان Krakatan في إندونيسيا عام 1883
إلى اختفاء الجزيرة بالكامل؛ نتيجة الثوران الهائل للبركان، وأدى إلى خلق موجة
تسونامي ضخمة زاد ارتفاع الموج في بعض أجزائها عن خمسة وثلاثين متراً، وسحبت
الأمواج سفينة حربية إنجليزية إلى عمق ثلاثة كيلومترات داخل البر، حيث استقرت عند
ارتفاع عشرة أمتار فوق سطح البحر.
وهناك أفكار لمكافحة ظاهرة الانحباس الحراري
تتمثل في تغذية المحيطات بالنيتروجين؛ لتهيئتها لنمو النباتات العالقة التي تنظف
الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الملوثة للبيئة.
وهناك محاولات لجمع غاز ثاني أكسيد الكربون 2CO
وتخزينه تحت الأرض في طبقات جيولوجية عميقة، أو تخزينه في أعماق البحار بفعل الضغط
المرتفع، فيبقى هناك إلى أمد طويل.
وهناك محاولات أكثر استدامة، فربما يتوصل
العلماء إلى إنتاج بكتيريا معدّلة جينياً لإنتاج غاز الهيدروجين، وبذلك يتم
استخدام الهيدروجين على نطاق واسع لإنتاج الطاقة، فتتدنى بذلك كمية الغازات
الملوثة للجو، وبخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك لأن احتراق الهيدروجين لا ينتج
عنه سوى الماء النقي.
يسعى العلماء إلى التحكم بظاهرة الانحباس
الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، لأن سخونة الأرض ترفع من احتمالية حدوث الحرائق
أيضاً، وترفع منسوب مياه البحار فتغمر المناطق الساحلية وتقلص الرقعة اليابسة، ففي
دول مثل بنغلادش فإنها في معظم مساحتها القريبة من البحر لا ترتفع إلا بضع أمتار
عن سطح البحر، كما يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى تكاثر الحشرات المؤذية
للأشجار والنباتات، والناقلة للأمراض لبني البشر؛ والتي كانت تقتلها الحرارة
المتدنية في الماضي، وغير ذلك من أضرار لا حصر لها.
إن استفحال ظاهرة الجفاف نتيجة للتغير
المناخي ينشأ عنها نضوب للمياه العذبة بالتدرج وتلوث المياه وتملحها، وما يصاحب
تلوث المياه وارتفاع درجة الحرارة من آثار تقع وقع الكارثة على الثروتين النباتية
(كتغير أماكن زراعة الأصناف المتنوعة وضرورة نقلها إلى أماكن أكثر ارتفاعاً عن سطح
الأرض) والحيوانية (الهجرات الجماعية)، من أمراض وكوارث بيئية متنوعة. وبالرغم من
ذلك فإنه لا يتم العناية بترشيد استهلاك المياه، وتهمل الدول النامية الحصاد
المائي وإعادة تدوير المياه، وتحلية المياه العادمة ومياه البحار والمياه المسوس
وما إلى ذلك.
Post a Comment