كشف العالم الإنجليزي روبرت سميث في عام 1852 عن حمضية الأمطار التي تهطل على مدينة مانشستر في بريطانيا، وهي مدينة صناعية من طراز رفيع، حيث كان الفحم الحجري المصدر الأساسي للوقود في مطلع القرن التاسع عشر. أدى انتشار الغازات الكثيفة في أجواء المدينة، تحديداً أكاسيد الكبريت والنيتروجين، إلى ذوبانها في مياه الأمطار وهطولها على شكل أمطار حمضية. وكانت ما زالت أمطار مانشستر حمضية في السبعينيات من القرن العشرين عندما قمنا في جامعة مانشستر، خلال فترة دراستي الهندسية هناك، بإجراء الفحوصات عليها في المختبر.
وقد انتشرت عدوى الأمطار الحمضية إلى أوروبا إلى حد عانت آلاف البحيرات في النرويج والسويد، على سبيل المثال، من نقص في الثروة السمكية، وأحياناً أدت زيادة حمضية مياه الأمطار إلى اندثار الثروة السمكية تماماً من تلك البحيرات. كما أدت الأمطار الحمضية إلى تدهور أحوال الغابات في ألمانيا وموت الكثير من الأشجار أو تشوهها.
لقد ازدادت حمضية مياه البحار في المناطق الواقعة بالقرب من السطح من معدل نحو 8.25 PH قبل عصر الثورة الصناعية إلى  PH 8.14 عام 2004، وهذا التغير يثير المخاوف من انقراض بعض عناصر التنوع الحيوي في الطبيعة، وبخاصة العوالق الدقيقة التي تقتات عليها الثروة السمكية في البحار. كذلك فإن ضررها متوقع على بعض الكائنات الحية الخضراء التي تنتج الأكسجين في المحيطات.
وهذا التأثير المتبادل بين الهواء والمسطحات المائية معقد الخصائص، حيث تمتص مياه البحار غاز ثاني أكسيد الكربون ويذوب فيها، ولكن البحار تطلقه مرة أخرى في الجو على شكل فقاعات، كما يحدث في المشروبات الغازية عندما نضعها في كأس، الأمر الذي سوف يجعل التخلص من ظاهرة "الانحباس الحراري" مسألة طويلة الأمد؛ حتى لو توقفنا الآن تماماً عن تلويث الأرض بصورة مفاجئة، وذلك لأن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يحتاج إلى فترة زمنية طويلة كي يتدنى بفعل كتلة المياه الضخمة على الكرة الأرضية. هذا ناهيك بالتغيرات المتوقعة في اتجاه تيارات المياه في المحيطات والتي تحمل المياه الحارة إلى الشمال وتساهم في تدفئة شمال الكرة الأرضية، والتي يتوقع في حال انحسارها دخول أوروبا ودول الشمال في عصر جليدي جديد.

Post a Comment

أحدث أقدم