يعزو العلماء جزءَاً من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى زيادة شدة الإشعاع الشمسي، كما حدث بين عامي 1900 – 1950، على سبيل المثال، عندما ازدادت شدة الإشعاع الشمسي، ولكنها ظاهرة غير مستقرة ويصعب التنبؤ بها. وبالمقابل، هناك حالات تساهم في تبريد حرارة الأرض، كثوران البراكين، إذ أدى ثوران بركان جبل Pinatubo عام 1991 إلى تأثير مهم على المناخ، ولكن أثر انفجار البراكين مؤقت نوعاً ما، إذ تشير الدراسات إلى عودة الغبار إلى الأرض في غضون أشهر قليلة، أو ربما في غضون بضع سنين، كحال بركان إندونيسيا الشهير في القرن التاسع عشر الذي طافت أغبرته الكرة الأرضية حول خط الاستواء لمدة سنتين، أو أكثر قليلاً، وأدت إلى تدني درجة حرارة الأرض نحو نصف درجة مئوية.
وبالرغم من ذلك النشاط الطبيعي، فإن العلماء، بالمقابل، يعتقدون أن نشاطات الإنسان تطلق 130 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون مقدار ما تنفثه البراكين، وأن ضررها يفوق كثيراً الأثر الإيجابي للجزيئات الدقيقة العالقة في الهواء التي تساهم في تبريد الأرض، بالرغم من أثرها على اضمحلال طبقة الأوزون، فضلاً عن أن ظاهرة ثقب الأوزون تـُساهم في انفلات الحرارة وتبريد الغلاف الجوي. وبما أن مشكلة الأوزون في طريقها نحو الحل، فإن مشكلة الانحباس الحراري سوف تستفحل في المستقبل.
وتؤدي نواتج الصناعات الإسمنتية والنشاطات الزراعية والحيوانية ونحو ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض. فصناعة الإسمنت وحدها تطلق نحو 2.5 % من ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه الصناعات عامة. ولكن الإنتاج الأكبر للغاز يعود الفضل فيه لاحتراق الوقود الأحفوري، وبخاصة الفحم الحجري. وتساهم مدافن النفايات والكسارات والمحاجر والنفايات الخطرة وصناعات الحديد والأسمدة والأصباغ والمعادن وغيرها في زيادة التلوث.
        وتساهم تربية الماشية بنحو 18% من الغازات الدفيئة، من حيث التوسع في المراعي على حساب الغابات، كحال غابات الأمازون التي يُعزى 70 % من قطع الغابات فيها إلى الحاجة للتوسع من أجل المراعي. وفضلاً عن إنتاج تربية الماشية لغاز ثاني أكسيد الكربون، فإنها تنتج 65% من غازات أكسيد النيتروزNitrous Oxide  التي تساهم بقدرة وحدِّية تفوق ضرر غاز ثاني أكسيد الكربون بمئات المرات، كما يُساهم غاز الميثان في إنتاج ظاهرة الانحباس الحراري وضرره يفوق ضرر غاز ثاني أكسيد الكربون بعشرات المرات (وحدات متكافئة). كما تساهم مركبات الكلوروفلوروكربون في ظاهرة الدفء المناخي، ومساهمتها تكافئ آلاف المرات ضرر وحدة مكافئة لغاز ثاني أكسيد الكربون.

Post a Comment

أحدث أقدم