نزعة الإنسان الفطرية للاستحواذ على الثروة والجاه والسلطة
تدمير البيئة
مصادر التلوث في العالم كثيرة، وبخاصة المشكلات المرتبطة بطبيعة الإنسان نفسه، فضلاً عن نمط الإنتاج السائد في المجتمعات. فالطمع الإنساني وإيثار الذات منذ القدم قد عبّرت عنه نزعة الإنسان الفطرية للاستحواذ على الثروة والجاه والسلطة. وفي معرض إنجازه هذه الطموحات النابعة من غريزة الإنسان الشرهة، فإن الإنسان لا يتوانى عن محق أخيه الإنسان ومنافسته بطرق غير مشروعة، وتدمير الطبيعة وتشويهها في سياق نشدانه هذه الغايات لتحقيق رغباته الجامحة، وبخاصة في ظل طبيعة العلاقات الرأسمالية القائمة التي تسمح بالاحتكار والاستحواذ على الثروة وفائض الإنتاج وفائض القيمة.
إنّ ازدياد عدد سكان الكرة الأرضية، من نحو 1 بليون نسمة عام 1820 إلى نحو 6 بليون نسمة عام 2000؛ أدى إلى تزايد الحاجات والرغبات الإنسانية؛ التي تحقق بعضها من خلال الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية؛ من دون أي اعتبار للنتائج السلبية البعيدة المدى على الإنسان والطبيعة من حوله. وقد جاء ذلك استجابة لمتطلبات الثورات الصناعية المتتالية التي بدأت في نهاية القرن الثامن عشر واستمرت بوتيرة متصاعدة حتى يومنا هذا.
كانت الحروب التي عاصرها الإنسان القديم محدودة الإضرار بالبيئة العالمية، أمّا اليوم فإن الأسلحة التي تستخدم في الحروب غدت متطورة وفتاكة، وبخاصة النووية والمخصبة باليورانيوم والهيدروجينية والبيولوجية والكيميائية والصوتية والفراغية وغيرها، وباتت تهديداً عظيماً لسلامتنا جميعاً ولسلامة البيئة العالمية كذلك.
وتقوم الصراعات بين الدول على الهيمنة والاستئثار بالسلطة والأرض والموارد الطبيعية والمياه والثروات الكثيرة، والتي تتخذ مظاهر صراعات دينية وعرقية وثقافية غطاء تتستر من ورائه كي تحقق أطماعها ونزواتها الشريرة وغاياتها المبطنة. لقد أتضح أن الحرب على العراق لم تكن حرباً "صليبية"، أو لنشر الديمقراطية في العراق، إنما كانت حرباً لنهب النفط وثروات البلاد وحراسة منابع النفط والغاز غير المكتشفة بعد في الشرق الأوسط، والتي تبلغ نحو 35.4% من المجموع العالمي للنفط غير المكتشف بعد و29.3% من الغاز الطبيعي في العالم  وفي ضوء ذلك، نستطيع فهم أسباب الحرب ولجوء المحتل إلى تقسيم مناطق نفوذه كي تصبح سهلة الإدارة والهيمنة، ومن ثم إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط برمتها بما ينسجم مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والعالم.

Post a Comment

أحدث أقدم