ويمكننا الكشف عن سبب اهتمام دول الشمال
البالغ بظاهرة الأوزون بالقول إن النقص الكبير في الأوزون يتركز بين خطي العرض 40
و70 شمالاً، أي أنه يتموضع فوق معظم الدول الأوروبية وروسيا والصين واليابان
شرقاً، والولايات المتحدة الأمريكية وكندا غرباً؛
وهذا أمر طبيعي لأنها المناطق
الأكثر تلويثاً للعالم. وإذا تساءَلنا عن سبب وجود ثقب الأوزون في القطب الجنوبي،
فنجيب بأن أستراليا هي ملوث كبير للبيئة وهي قريبة منه، كما أن برودة هواء القطب
لها دور مهم في ذلك.
تساهم درجة الحرارة المتدنية في القطب في حفز
تفاعلات الكلوروبروم مع غاز الأوزون وقد اتسع ثقب الأوزون في القطب الجنوبي، ففيما
كانت مساحته لا تتجاوز 2.5 مليون كيلومتر مربع في مطلع الثمانينيات، أصبح في مطلع
الألفية الثالثة نحو عشرة أمثال مساحته قبل عقدين من الزمن (26.5 مليون ميل مربع)
وقد غدا أكثر من ضعف مساحة أوروبا تقريباً.
خلاصة القول إن ظاهرة الأوزون هي ظاهرة
"شمالية" بامتياز، وضررها أيضاً مباشر على الدول الصناعية الكبرى، إلى
جانب استراليا، ولذلك هب العالم لمعالجة هذه الظاهرة ونجح في ذلك إلى حد كبير فيما
ما تزال دول عظمى كالولايات المتحدة
الأمريكية ترفض التوقيع على اتفاقية كيوتو
وخفض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة.
إرسال تعليق