لطف الأخلاق النبي مع الصبيان
أعلى ما عرفت الإنسانيّة من صور التربية : التربية باللحظ والإشارة ، وهي تقوم على العلاقة الحميمة بين المربّي والطفل ، والتماس العذر لأخطاء الطفل بقدر الله السابق .. وإذ كان النبيّ رحمةً مهداة للعالمين ، فإنّ من خصوصيّته التي تلائم هذه الطبيعة ، ولا يقدر عليها تنو أحد من البَشر أنّه لم يضرب قطَّ امرأة ولا خادماً ..
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ : خَدَمْتُ النَّبِيَّ عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَتَوَانَيْتُ عَنْهُ ، أَوْ ضَيَّعْتُهُ فَلامَنِي ، فَإِنْ لامَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلاّ قَالَ : دَعُوهُ فَلَوْ قُدِّرَ أَوْ قَالَ : لَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ كَانَ ) ([1]) .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ تعالى عَشْرَ سِنِينَ ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي : أُفّاً قَطُّ ، وَلا قَالَ لِي لِشَيْءٍ : لِمَ فَعَلْتَ كَذَا ؟ وَهَلاّ فَعَلْتَ كَذَا ؟ ) ([2]) .
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِe شَيْئاً قَطُّ بِيَدِهِ ، وَلا امْرَأَةً وَلا خَادِماً ، إِلاّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ ، إِلاّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ ، فَيَنْتَقِمَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ([3]) .
* معالم هاديَة :
1 ـ عظمة أخلاق النبيّ وسعة صدره في تعامله مع الأطفال .
2 ـ تقدير النبيّ لمرحلة الطفولة وطبيعتها ، ودفاعه عن الطفل المخطئ ، والتماس العذر له .
3 ـ جواز الاحتجاج بالقدر لالتماس العذر للمخطئ بغير تعمّد .
4 ـ حسن التعامل معَ الأطفال يبقى راسخاً في ذاكرتهم ، ممّا يكون له أبلغ الأثر في سلامة شخصيّتهم ، وحسن نموّهم .
إرسال تعليق