تحنيك الطفل المولود والدعاء له بالبركة
مجتمع المدينة على عهد النبيّ كان مجتمع الأسرة الواحدة .. والنبيّ كان بمثابة الوالد لكلّ أفراد الأمّة .. فهوَ الذي يسمّي الطفل المولودَ ويحنّكه ، ويدعو له بالخير والبركة .. فماذا ينتظر منْ مجتمع بهذا التحابّ والتآلف .؟
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : وُلِدَ لِي غُلامٌ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ (ص) فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى ) ([1]) .
والتحنيك : أن تُمْضغَ تمرة ، ثمّ توضعَ في فمِ الوليد ، وتدار في أطرافه .
* معالم هاديَة :
1 ـ مشروعيّة تقديم المولود إلى الرجل الصالح ليسمّيه ، ويحنّكه ويدعو له .
2 ـ من السنّة الدعاء للمولود بالبركة في الدنيا والآخرة .
3 ـ قُربُ الصحَابة من النَّبِيِّ ، ومشاركته لهم في شئونِهم الأسريّة .
وعن عائشة أمّ المؤمنينَ رضي الله عنها أنّ النبيّ دَعا لمولودٍ فقال : ( اللهُمّ اجعَلْهُ بَارّاً تَقيّاً رَشِيداً ، وَأنبِتهُ في الإسلامِ نباتاً حَسَناً ) ([2]) .
هذه الدعوة من جوامع كلمهِ ، فقد جمعت في كلّ كلمة منهَا مقصداً كبيراً من مَقاصد هذا الدين ، فالبرّ والتقوى والرشد ، والنبات في الإسلام نباتاً حسناً معانٍ كلّيّة جامعة ، تشمل حقائق عظيمة ، تكاد تستوعب الدين كلّه .
وروى الإمام ابن القيّم رحمه الله ، عن الحسَن البصريّ رحمه الله تَعالى أنّه علّم بعض جلسائه التهنئة بالمولود أن يقول : ( بُورِكَ لَكَ في المَوهُوبِ ، وَشَكَرتَ الوَاهِبَ ، وَرُزِقتَ بِرَّهُ ، وَبَلَغَ أشُدَّهُ ) ([3]) .
إرسال تعليق