أطفالنا مستودع العقيدة ومعدن الإيمان
غرس المبادئ منذ الصغر ، وتعليم الطفل حقائق الإيمان دأب المربِّي الحريص على حسن النشأة ، ورسوخ الحَقّ ، وثبات العقيدة .. وما أحسن أن تسير المبادئ جنباً إلى جنبٍ مع السلوك العمليّ ، والمواقف اليوميّة ..
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهَ يَوْماً فَقَالَ :
( يَا غُلامُ ([1]) ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ) ([2]) .
ومعنى : " رُفِعَتِ الأَقْلامُ ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ" : أي أنّ ما قُدّر فهو كائن لا محالة .
ورواه الإمام أحمد في المسند ، وفيه زيادة : ( تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ([3]) .
* معالم هاديَة :
1 ـ مَن قال : إنّ الغلام لا يدرك حقائق الإيمان .؟ فليَقف على هذا الحديث ليعرف الحقيقة .
2 ـ كما نعلّم أبناءنا أركان الإيمان ، علينا أن نعلّمهم حقائقه ..
3 ـ تعلّق القلب بالله تعالى ، واللجوء إليه في كلّ حال ، مع الأخذ بالأسباب المطلوبة : من أعظم حقائق الإيمان وثمراته .
4 ـ حقائق الإيمان سُنَنٌ إلهيّة راسخة لا تتبدّل ، يحسن التعامل بها المؤمنون الموفّقون ، ويحرم منها سواهم ، فكم نخسر عندما لا نغرسها في نفوس أبنائنا .؟!
5 ـ إنّ تلقين الأطفال حقائق الإيمان يختزن في نفوسهم ، ثمّ يكون التعامل بها في أوقاتها المناسبة .
6 ـ صحبة الطفل للكبير لا ينبغي أن تنفكّ عن فائدةٍ تربويّة .
إرسال تعليق