ظهور التقمص أو التوحد
لا يقف السلوك الإنساني عند الأنماط التي يدرك الفرد دوافعها وبواعثها، بل يتجه إلى طائفة أخرى من العمليات التي تحدث في أغوار النفس البشرية وبالتحديد في النشاط اللاشعوري للفرد، ومن هذه العمليات التي تحدث في أغوار النفس وتظهر آثارها على السلوك الخارجي عملية التقمص، وهي واحدة من الحيل الدفاعية أو"الميكانيزمات" التي تلجأ إليها الذات لوقاية نفسها من الشعور بالقلق والتوتر والاهانات والتحقير.
عملية التقمص يمكن أن تكون ذات آثار سيئة على الشخصية والسلوك الإنساني، إذ انها قد تلغي هوية الفرد ويذوب في بوتقة من يتقمصه فيتخبط في سلوكه تخبطاً أعمى، فتارة تراه يشير بكلتا يديه رافعاً أحد حاجبيه إلى أعلى وتارة أخرى يشير بأكتافه ثم يحني الرأس وهكذا يتسم سلوكه بالعشوائية معتقداً انه يسير في الطريق الصحيح مادام يتقمص الشخصية التي أثارت اعجابه ويكون الأمر أكثر سوءا على السلوك إذا تقمص الفرد شخصية عدوانية ومن ثم يميل سلوكه الى العدوان ويصبح سلوكه مضادا للمجتمع، وربما دفعه ذلك الى هوة الإجرام ويجرفه تيار الجريمة إذا لم يتدارك أمره ويجد من يرده إلى جادة الصواب.
Post a Comment