تقمص الفرد شخصية قيادية أو علمية
أما إذا تقمص الفرد شخصية قيادية أو علمية فان ذلك يدفعه إلى أن يسلك طريق العلم والمعرفة حتى يصبح شخصية نافعة تقدم الخير للمجتمع ويمد يد العون والمساعدة للوطن وبذلك يمكن القول إن عملية التقمص قد توجه الى النفع إذا أحسن توجيه الفرد منذ نعومة أظفاره ووجد القدوة الطيبة والمثل الذي يقتدي به أو يتقمصه ففي عملية التقمص يأخذ الفرد صفات بعض الأفراد الذين يثيرون إعجابه وينسبها إلى نفسه ويعتبرها جزءاً لا يتجزأ من كيانه الشخصي ومن صفاته وممتلكاته، وقد يعتقد البعض أن التقمص هو التقليد ولكنهما عمليتان مختلفتان، فالتقليد عملية شعورية لأن الفرد الذي يقوم بتقليد أصوات المطربين وحركات الممثلين يدرك انه يقلدهم في أصواتهم وفي حركاتهم وقد يتخذ الطفل من أحد أبويه مثالا ومن ثم يقلده في ارتداء ملابسه، فالطفل يقلد الشخص أو الشخصية التي يحب صاحبها، أما في حالة التقمص فلا يقتصر الفرد على مجرد نسخ صورة من مثال محبب إليه بل يصبح- ان كان في الخيال والوهم أي في اللاشعور - الشخص نفسه الذي يتقمص شخصيته وتذوب الفوارق بينهما ويصبح وإياه شخصا واحداً، يسعد بسعادته ويسر لنجاحه ويحزن لفشله وفي حالة التوافق العاطفي يحدث اتفاق في الميول والاتجاهات والرغبات والعادات والتقاليد فيحب المتقمص ويكره ما يكره صاحبه، أما عن الأشخاص الذين يميل الطفل الى تقمص شخصيتهم فانه يبدأ حياته بالإعجاب ويتقمص شخصيات من داخل دائرة اسرته فيتقمص شخصية الأب أو الأم وبعد ذلك يتسع مجال تقمصه فيتقمص شخصيات بارزة من المجتمع العام، والشخصيات العامة وخير مجال للتقمص الجماعي هو توحد الفرد مع الوطن الذي يجعل حبنا يصل الى درجة الفداء والتضحية بالنفس في سبيل الذود عن حرمة الوطن ضد أي اعتداء عليه.
Post a Comment