المتطلبات الاجتماعية:
تبدأ خبرات الطفل الأولى مع متطلبات المجتمع في حوالي منتصف السنة الثانية عندما يتمكن الطفل من الكلام والمشي . ومع ازدياد مهارة المشي بشكل خاص بتزايد اكتشاف الطفل لبيئة البيت من حوله.وتتزايد في الوقت نفسه القيود التي توضع حوله. ولأول مره في حياته ,على الطفل أن يظهر نوعاً من الانضباط في الوقت الذي كان يتمتع فيه بقس كبير من الحرية قبل أشهر قليلة فقط , فهو يكتشف أنه لا يستطيع أن يعمل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يرده.
فهناك وقت مناسب لعمل الأشياء ,وطريقه أنسب لذلك, كما أن هناك أشياء لا يمكن عملها, فهو لايستطيع أن يبعث في الأثاث الغالي الثمن, كما أن أمه لا تأتي راكضة إليه من أول صرخه كما كانت تفعل بالماضي.
ويبدأ الطفل بالاكتشاف تدريجياً بأنه لم يع مركز العالم,وأن عليه أن يتنازل عن بعض حقوقه ليجد له مكاناً جديداً في عالم الناس.والأشياء من حوله.
وقد أثبتت الدراسات كثيراً ما تظهر في هذه الفترة علامات العناد لفترة وجيزة ومن أسباب مشكلة العناد لدى الطفل:رغبة الطفل في تأكيد ذاته واستقلاليته , أو القسوة فالطفل يرفض اللهجة القاسية ويتقبل الرجاء, أو تلبية رغبات الطفل نتيجة العناد تدعم هذا السلوك لديه فيتخذ هذا السلوك لتحقيق أغراضه ورغباته.
وظهور علامات العناد شيء طبيعي يشير إلى مرحلة طبيعية من مراحل النمو,وهذه المرحلة تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وإمكاناته , وعلى الآباء في هذه الحالة أن يتوجهوا إلى علاج هذه المشكلة ,كالحرص على جذب انتباهه قبل إعطاءه الأوامر, وتجنب ضربه لأن بذلك ستزيد من عناده وعليك بالصبر وإذا اشتد عناده الجأ للعاطفة,وإذا لم تجدي معك العاطفة احرمه من شيء محبب إليه ويكون الحرمان فوراً ولا تؤجله ,وهناك الكثير من الأساليب التي تجعل علامات العناد هذه تمر كمرحلة طبيعية ,بدلاً من إشعالها فتصبح نمطاً متواصلاً أو صفة ثابتة في سلوك وشخصية الطفل.
يستمر نمو سلوك الاكتشاف الذي ظهرت بداياته في الفترة السابقة.ومن خلال الاكتشاف يتعلم الأطفال الكثير عن بيئاتهم. إلا أن أهم ما يتعلمونه هو أنهم يستطيعون تلبية بعض حاجاتهم بأنفسهم .وغالباً مايضع الآباء العراقيل أمام سلوك الاكتشاف لخوفهم من أن الأطفال سيؤذون أنفسهم. وفي كلتا الحالتين يعرقل الآباء نمو الطفل السوي عندما يضعون عليه قيوداً كبيرة لا داعي لها.
إن تحكم الأب والأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته ظناً من الوالدين أن ذلك في مصلحة الطفل دون أن يعلموا أن لذلك الأسلوب المتبع في التربية, ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع وإتباع الآخرين, ولا يستطيع أن يبدع أو أن يفكر وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وعدم الانجاز .
إن بعض الآباء يفرطون في حماية الطفل, والسيطرة عليه كما أن بعض الآباء يغالون في فرض الانضباط والنظافة في البيت ,وفي هذه الفترة الصعبة من نمو استقلالية الطفل ,وإبداعيته وقدرته عل اتخاذ القرارات ,فإنه يحتاج إلى درجة معقولة من التسامح بدلاً من السيطرة, والحماية الزائدتين عن الحد من الآخرين.
وترجع هذه الحماية المفرطة؛ بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما إذا كان الطفل الأول أو الوحيد أو إذا كان ولد وسط عديد من البنات أو العكس ,فيبالغان في تربيته .وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلباً على نفسية الطفل وشخصيته فينمو بشخصية ضعيفة ويعتمد على الغير في آداء واجباته وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
إن خوف الأطفال من العقاب قد يعمم على موضوعات جديدة وسلوكات جديدة,وبالتالي فإن هذا الخوف قد يؤدي إلى كبت الكثير من الرغبة الطبيعية في المعرفة, واكتشاف الأشياء الجديدة.
وكل هذه الأساليب الخاطئة التي يتعامل بها الوالدين في تربية أطفالهم اما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لإتباع أسلوب الآباء والأمهات أو لحرمان الأب أو الأم من اتجاه معين.
فيجب عل الآباء أن يثبتوا سلوكات الاكتشاف لدى أبنائهم ويدعموها كلما ظهرت.
Post a Comment