الفرق بين الطبيعة و الثقافة
مجزوءة الطبيعة و الثقافة جدع مشترك علمي
الطبيعة و الثقافة
مفهوم الطبيعة في الفلسفة
مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة
مفهوم الثقافة في الفلسفة
اتعرف الانسان كمنتج للثقافة وكنتاج لها
مجزوءة الطبيعة و الثقافة جدع مشترك علمي
الانسان كائن ثقافي
الثقافة
تختلف عن الطبيعة ولكن بوجودهما لدى الفرد الواحد فهما يظهران في شكل تداخل أحيانا
. نظرا لأننا لا يمكن أن نعزل العناصر الثقافية عن العناصر الطبيعية كما يظهران في
صورة تضاد أحيانا أخرى كون العناصر الثقافية جاءت لتهذيب العناصر الطبيعية أو الحد
منها .
مفهوم الثقافة
تعد الثقافة في شموليتها المحيط الذي
يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته، وهي حسب تعريف المنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم والذي يشير إلى أنها "تشتمل على جميع السمات المميزة للأمة من مادية
وروحية وفكرية وفنية ووجدانية، وتشمل جميع المعارف والقيم والالتزامات الأخلاقية
المستقرة فيها، وطرائق التفكير والإبداع الجمالي والفني والمعرفي والتقني، وسبل
السلوك والتصرف والتعبير، وطراز الحياة، كما وتشمل تطلعات الإنسان للمثل العليا
ومحاولاته في إعادة النظر في منجزاته، والبحث الدائم عن مدلولات جديدة لحياته
وقيمه ومستقبله وإبداع كل ما يتفوق به على ذاته" كما تعرف أيضا بأنها
"شبكة من المعاني والرموز والإشارات التي نسجها الإنسان لنفسه لإعطاء الغاية
والمعنى لنفسه وجماعته والعالم والكون من حوله" وهي أيضا" منظومة
متكاملة، تضم النتاج التراكمي لمجمل موجات الإبداع والابتكار التي تتناقلها أجيال
الشعب الواحد، وتشمل بذلك كل مجالات الإبداع في الفنون والآداب والعقائد والاقتصاد
والعلاقات الإنسانية، وترسم الهوية المادية والروحية للأمة لتحديد خصائصها وقيمها
وصورتها الحضارية، وتطلعاتها المستقبلية ومكانتها بين بقية الأمم، انطلاقا من هذه
التعاريف وغيرها تكون الثقافة إرث تاريخي يحمل معه الطابع الخاص بكل أمة، غير قابل
لأي شكل من أشكال العولمة، إذ أن محاولة عولمة أي ثقافة تعني في الحقيقة السعي إلى
بسط هيمنتها على الثقافات الأخرى، إما بطمسها أو إلغائها في عدد من المجالات.
أوجه الاتفاق التشابه بين الثقافة والطبيعة
: إن التشابه بين الطبيعة والثقافة يتمثل في كون
كل منهما قدرة يوظفهما الإنسان في محاولات التكيف مع المواقف التي تواجهه .
فالطبيعة والثقافة كلاهما عبارة عن مادة
يتسلح بها الإنسان في حياته اليومية فالأولى أقرب إلى المادة الخام . والثانية
أقرب إلى كونها مادة جاهزة .
2- أوجه الاختلاف الفرق بين الثقافة
والطبيعة : إن من أشد الاختلافات بين
الطبيعة والثقافة أن الطبيعة فطرية توجد مع الإنسان منذ الولادة , ويترتب عن ذلك
أنها ثابتة ومشتركة لدى النوع البشري . يوجدها الله تعالى ولا يوجدها الإنسان .
أما الثقافة فهي مكتسبة أي مأخوذة من المجتمع عن طريق التربية والتعليم . وهي
قابلة للإثراء و يترتب عن ذلك انهما من إبداع الإنسان . فهي تمثل ما أنتجه الإنسان
بيده وعقله
3- مواطن التداخل بين الثقافة والطبيعة
: إن العلاقة بين الطبيعة والثقافة
ينظر إليها البعض على أنها علاقة تداخل وتكامل باعتبار أنه يصعب علينا التميز في
كثير من الأحيان بين ما هو ثقافي وما هو طبيعي عند الإنسان مثلا: ظاهرة الأكل .
كما ينظر آخرون إلى هذه العلاقة على انه
صراع وتضاد بينهما باعتبار أن ما هو ثقافي يتعارض مع ما هو طبيعي . مثلا : الغرائز
والقيم الدينية والأخلاقية .
طبيعة الثقافة ودورها في حياة الإنسان :
الثقافة ذات مفهوم واسع وقد عرفها الفلاسفة بتعاريف مختلفة فهي العناية بالأرض عند
الفرنسيين وهي القيم الروحية عند الألمان , وهي غالبا ما تعرف على أنها مجموعة
الأنماط والأشكال الاجتماعية للسلوك المكتسب .
من خصائصها أنها متعددة ومختلفة فلكل
مجتمع ثقافته وهي شيء مكتسب يضاف إلى الطبيعة الأصلية عند الإنسان وهي خاصية
إنسانية و تتجلى فيما يقوم به الإنسان في سلوكات وهي ما يبقى عند الإنسان عندما
ينسى كل شيء .
وجود ثقافة : إن
الثقافة تشكل كل القيم المادية والروحية التي أنتجها الإنسان وهي تمثل مظاهر
التكيف الإنساني مع الطبيعة أولا فهي بذلك تكون في وجودها ملازمة لوجود الإنسان
باعتبارها تمثل هذا الامتداد الواسع الذي يمتد من الصراع المباشر مع الطبيعة إلى
غزو الفضاء مرورا بمختلف التحولات التي عرفها الإنسان عبر التاريخ .
قيمة الثقافة : إن
المتأمل في تاريخ الإنسان يكتشف أن الإنسان في بداية الأمر كان أصغر من الطبيعة
وأضعف منها بكثير , يخاف من غضبها و لا يستفيد من رضاها وهذا بفضل ما أنجزه بعقله
وهو الثقافة التي بدونها ما كان ... ليقوى على هزم الطبيعة و لا تحقيق النصر .
لـقـد
دلـت الـبـحـوث عـلـى أن الـثــقــافــة ذات تـأثـيـر واضـح فـي طـبـيــعـة الـفـرد
حـتى قـبـل الولادة فـالـطـفـل حـيـث يـولـد
بـطـبـيـعـة تـتـجـاوز حـدود ما هـو وراثـي فـيـه، يـقـول كـلـود فـيـو j.c.filloux
:" إن الـحـيـاة
قـبل الـولادة هي فـي بـعـض أجـزائـهـا نـتـيـجـة لـلـوسط الأمـومي "
لأن
الـجـنـيـن يـتـأثـر فـي بـطـن أمه بـحـالات الأم الـفـيـزيـولـوجـيـة والـنـفـسـيـة
، وهذه الـحـالات بـدورهـا نـاشــئــة عـن الـوسـط الـثــقــافــي أو الإجـتـمـاعـي .
وهـكـذا
إذا كـانـت الـثــقــافــة تـبـدو أحـيــانــا مـعــارضـة لـلـطـبـيـعة فـإنـهـا مـن
نـاحـيـة أخـرى تـبـدو امـتـدادا وتـطـويــرا لـهـا.
إذن
فـالـثــقــافــة لـيـســت مـضــاذة لـلـطـبـيـعـة بـقـدر مـا هـي مـكـمـلـة لـهـا،
ومـســاعـدة على نقل الإنسـان من الطـبـيـعـة إلـى الـحـضــارة.
إرسال تعليق