المنهج
الاستقرائي والاستنباطي
·
أولا:
الاستقراء
يعرف
الاستقراء على انة عملية ملاحظة الظواهر وتجميع البيانات عنها للتوصل الى مبادئ
عامة وعلاقات كلية
والمنهج
الاستقرائي ينتقل الباحث من الجزء الى الكل أو من الخاص الى العام حيث
يبدأ بالتعرف على الجزيئات ويقوم بتعميم على الكل
والاستقراء
ينقسم الى قسمين
1- الاستقراء
الكامل 2- الاستقراء الناقص
·
ثانيا
: الاستنباط
·
هو
الاستدلال الذى ينتقل من الكل الى الجزء أو من العلم الى الخاص
·
الاستنباط
يبدأ من المسلمات أو نظريات وثم يستنبط منها ما ينطبق علي الجزء
المبحوث وما يصدق عل الكل يصدق على الجزء
·
الاستنباط
يمر بثلاث خطوات هي
·
1- المقدمة
المنطقية الكبرى
·
2- المقدمة
المنطقية الصغرى 3- النتيجة
المنهج
التجريبي
·
يقوم
المنهج التجريبي على تثبيت جميع المتغيرات التي تؤثر في مشكلة البحث باستثناء
متغير واحد محدد تجري دراسة أثرة وهذا التغير و الضبط في ظروف الواقع
يسمي بالتجربة
·
وتعتبر
التجربة هي أحد الطرق التي يمكن ان تستخدم في المشاهدة العلمية للظواهر والتي يمكن
بواسطتها جمع البيانات عن تلك الظواهر لفهم والتنبؤ بها
مرتكزات
النهج التجريبي
·
1- العامل
التجريبي أو المستقل
·
2- العامل
التابع أو مشكله الدراسة
·
3- المتغيرات
المتداخلة
·
4- الضبط
والتحكم من
خلال:
·
:1- عزل
المتغيرات
·
2- التحكم
في مقدار العامل التجريبي
·
5- مجموعات
الدراسة
·
1- طريقة
المجموعة الواحدة
·
2- طريقة
المجموعتين الضابطة والتجريبية
·
3- طريقة
التجربة على عدة مجموعات أ وطريقة تدوير المجموعات
·
* التجارب
تنقسم الى 1- التجارب المعملية
·
2- التجارب
الميدانية
خطوات
النهج التجريبي
·
1- صياغة
المشكله وتحديد أبعادها
·
2- صياغة
الفروض
·
3- تحديد
وسائل و أدوات القياس
·
4- إجراء
الاختبارات الأولية
·
5- تحديد
مكان وموعد التجربة
·
6- التأكد
من دقة النتائج من خلال اختبار الدلاله لمدى الثقة
·
7- اعداد
التصميم التجريبي
·
8- تحديد
العوامل المستقلة المنوي اخضاعها للتجربة
·
الشكل
الملائم للتصميم التجريبي
·
مزايا
المنهج التجريبي
·
عيوب
او الانتقادات الموجه للمنهج التجريبي
·
إن المنهج
التجريبي، أو منهج الاستقراء والتجريب هو المنهج الذي ينتقل فيه الباحث من الجزء
إلى الكل، أو من الخاص إلى العام فهو يسير متدرجًا في التعميم حتى يصل إلى حكم عام
أو قضايا كلية.
II. موضوع المقالة
إن المنهج
التجريبي، أو منهج الاستقراء والتجريب هو المنهج الذي ينتقل فيه الباحث من الجزء
إلى الكل، أو من الخاص إلى العام فهو يسير متدرجًا في التعميم حتى يصل إلى حكم عام
أو قضايا كلية، وهو يقوم في كل خطواته على الملاحظة والتجربة، واستقراء الجزئيات
الواقعية، والمقايسة بينها حتى يصل إلى القوانين العامة.
ويُعد المنهج
التجريبي العملي لدى المسلمين بمثابة الرفض والطرح للمنهج الصوري عند أرسطو، وكان
بحقٍّ مفتاحَ النهضة العملية في مجال العلوم الطبيعية، على وجه الخصوص؛ لأن
موضوعاته هي الوقائع الخارجية المشهودة فهي لا تقتنص من العقل كما في المنهج
الصوري عند اليونان ولكنها تفرض نفسها من الخارج على العقل، ثم يقوم العقل
بتفسيرها وتحليلها، واستقراء جزئياتها، واستنباط القوانين العامة منها، ويُعد
المنهج التجريبي عند المسلمين هو الباعث الحقيقي للنهضة الأوربية الحديثة، وهذا ما
يشهد به المنصفون من أبناء هذه الحضارة.
أما الاستقراء:
فهو عملية استدلال صاعد يرتقي فيه الباحث من الحالات الجزئية إلى القواعد العامة،
أي: انتقال من الجزئيات إلى حكم عام، ولذلك تعتبر نتائج الاستقراء أعم من مقدماته،
ويتحقق الاستقراء من خلال الملاحظة والتجربة، ومختلف تقنيات البحث المتبعة، ومعيار
الصدق في هذا النوع من الاستدلال يكون من خلال التطابق الفعلي للنتائج المتوصل
إليها مع الواقع.
ولكن يجب التنبيه
إلى أن جمع ملاحظات عديدة عن وقائع متفرقة لا يمكن أن يؤسس لمعرفة علمية من دون
الرجوع إلى نظرية يتم في ضوئها تفسير، أو فهم ما تم جمعه، ولذلك فإن المنهج العملي
في صيغته المعاصرة يعتمد على الطريقتين مع بعض، ولعل ذلك ما جعل عالم النفس
"برنار" 1963 يعتبر من الصعوبة بمكان الفصل بين الطريقتين، بل لأنه
تساءل هل يوجد حقيقةً شكلان متميزان من أشكال الاستدلال أن التعارض الذي أشرنا
إليه بين المذهبين الاستنباطي والاستقرائي يناظر من بعض الوجوه التمييز الكلاسيكي
بين المذهبين العقلي والتجريبي.
وقد آثرنا هذه
النقطة لارتباطها بالمعالجة الأخيرة لأمر التفرقة بين مناهج البحث ونظرية المعرفة،
فالتعارض بين المذهبين الاستنباطي والاستقرائي هو في نطاق المناهج، والتعارض بين
المذهبين العقلي والتجريبي هو في نطاق نظرية المعرفة، ففي مجال المناهج يُعد
ديكارت 1650 ميلادية من أصحاب المنهج الاستنباطي من حيث إنه تصور العلوم جميعًا في
صورة أنساق استنباطية، بينما "بيكون" من التجريبيين؛ لأنه تصور العلوم
قائمة في جمع المشاهدات واشتقاق القضايا العامة منها بواسطة الاستقراء؛ فلزم لذلك
أن نعرض للمراد بالاستنباط والاستقراء أولًا، حتى يمكن فهم التصورين على اختلافهما
ثانيًا.
إن المراد بلفظة
استنباط كثيرًا ما يختلط بالمراد من الألفاظ الاستدلال والاستنتاج والقياس، فإذا
كان الاستدلال عملية منطقية ننتقل فيها من قضايا منظور إليها في ذاتها بصرف النظر
عن صدقها أو كذبها إلى قضايا أخرى ناتجة عنها بالضرورة ووفقًا لقواعد منطقية صرفة
كان هذا هو المراد من لفظتي الاستنباط والاستنتاج؛ إذ الاستنباط هو الذي يؤكد صدور
النتائج ضرورةً عن مقدمات معلومة ما دامت متفقة مع قواعد منطقية معينة هي قواعد
التقابل بين القضايا، والاستقراء على عكس القياس في أنه انتقال من جزئي إلى كلي.
والاستقراء
في مدرسة الشراح الإسلاميين ينقسم إلى قسمين: تام، وناقص، والأول ما استقرت فيه
جميع الجزئيات، والثاني ما لم تستقر فيه كلها، ولذلك فهو يفيد الظن.
وقد استمد
الإسلاميون هذا التقسيم من أرسطو وبحثوه في إيجاز تام كما بحثه، وقد وصل المسلمون
إلى وضع عناصر هذا المنهج الاستقرائي الذي يقوم على التجربة وتنظمه قوانين
الاستقراء، وهذا المنهج الاستقرائي هو المعبر عن روح الإسلام، والإسلام في آخر
تحليل هو تناسق بين النظر والعمل، يقيم نظرية فلسفية في الوجود، ولكنه يرسم أيضًا
طريقًا للحياة العملية، فالعلة الحقيقية لنقض المسلمين للمنطق الأرسطوطاليسي أن
هذا المنطق يقوم على المنهج القياسي؛ لأن هذا المنهج هو روح الحضارة اليونانية
القائمة على النظر الفلسفي والفكري، ولم تترك الحضارة اليونانية للتجربة مكانًا في
هذا المنهج، وهي إحدى ركائز الإسلام الكبرى.
وبواسطة هذا
المنهج الإسلامي الاستقرائي نستطيع أن نفسر عداوة الإسلام للفلسفة؛ لأنه إذا كان
الإسلام يتطلب المنهج الاستقرائي التجريبي، وينكر أشد الإنكار المنهج البرهاني
القياسي استطعنا أن نفسر بسهولة عدم نجاح الفلسفة وهي القائمة على هذا المنهج في
الإسلام، واعتبار ما يدَّعونهم فلاسفة الإسلام، أو الشراح الأرسطوطاليسيين كالكندي
والفارابي وابن سينا وابن رشد وغيرهم مجرد امتداد للروح الهلينية في العالم
الإسلامي.
يقول ابن تيمية:
وكان يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف الإسلام في وقته، وبواسطة هذا المنهج الإسلامي
الاستقرائي نستطيع أن نفسر سر هجوم علماء المسلمين على الغزالي في محاولته مزج
المنطق الأرسطوطاليسي بعلوم المسلمين.
فقد قام الغزالي
بعملية المزج هذه في مطلع حياته العلمية -فيما يرجح- بدون أن يتبين له التناقض
التام بين روح الإسلام والروح اليونانية التي أملت هذا المنطق، وقد توصل في آخر
حياته إلى المتناقضات التي تحدث عن هذا المزج فهدم فكرته الأولى عنه، ولكنه في
الوقت عينه انتقل إلى طريق آخر من طرق المعرفة، وهو التجربة الباطنية أو الكشف
الصوفي، وهذا المنهج الإسلامي الاستقرائي يفسر لنا أيضًا أخذ بعض مفكري الإسلام
المتأخرين لبعض العناصر الرواقية، بعد أن قام الغزالي بعملية المزج؛ لأن المنطق
الرواقي أولًا ليس منطقيًّا ميتافيزيقيًّا، ولا يتصل بإلهيات يونانية كما يتصل
منطق أرسطو بإلهياته المخالفة لعقائد المسلمين، ولذلك نرى كثيرًا من المفكرين
المتأخرين، وخاصة شراح السلم يتكلمون عن تحريم المنطق الفلسفي الممزوج بالعقائد
الفاسدة، أما المنطق غير الممزوج فلا مانع من الاشتغال به، ولا يبحث المتأخرون في
بعض المباحث الميتافيزيقية المنطقية كالمقولات، ولا يبحثون في البرهان إلا عرضًا.
وثاني خصائص هذا
المنطق أنه منطق لغوي يستند على خصائص اللغة، ومع أن منطق الرواقيين يستند على
خصائص اللغة اليونانية كالمنطق الأرسطوطاليسي، وفي هذا ما يجعله مخالفًا للمنطق
الإسلامي إلا أن من المرجح أن فكرة اتصال المنطق باللغة فكرة صادفت هوىً في نفوس
المتأخرين وخاصة، وأنهم رأوا أن المتقدمين ينقضون المنطق اليوناني على العموم
لقيامه على خصائص اللغة اليونانية، ولذلك نرى كثيرين منهم يثيرون أبحاثًا لغويةً
طويلةً تتصل في فكرتها العامة بالرواقية، وأخذوا يبدعون أقسامًا جديدة في مباحث
الألفاظ، ثم تكلموا عن الحدود اللفظية كلامًا طويلًا.
وثالث خصائص هذا
المنطق الرواقي: أنه منطق اسمي حسي، ينكر وجود الكليات، ولا يعترف إلا بالجزيئات
فهو إذًا منطق لا يعترف إلا بالحس، وينكر المعرفة العقلية الكلية، فهذه الخصائص
تقترب إلى حد ما من بعض خصائص المنطق الإسلامي، فالمنطق الإسلامي الاستقرائي يفسر
لنا كل هذه الظواهر التي تكلمنا عنها، والنتيجة الأولى إذًا التي نستطيع أن نصل
إليها من هذا البحث هو أن مفكري الإسلام الممثلين لروح الإسلام لم يقبلوا المنطق
الأرسطوطاليسي؛ لأنه يقوم على المنهج القياسي، ولا يعترف بالمنهج الاستقرائي أو
التجريبي، والنتيجة الثانية أن المسلمين
وضعوا هذا المنهجَ بجميعِ عناصرِهِ.
ولقد كانت أسبانيا
هي المعبر الذي انتقل خلاله العلم الإسلامي إلى أوربا، يقول مفكر الهند المعاصر
المرحوم محمد إقبال: إن دوهارنج يقول: إن آراء روجر بيكون عن العالم أصدق، وأوضح من
آراء سلفه، ومن أين استمد روجر بيكون دراسته العلمية؟ من الجامعات الإسلامية في
الأندلس.
ويقرر الأستاذ
بريفو في كتابه (ميكينج أوف هوميناتي) أن روجر بيكون درس العلم العربي دراسة
عميقة، وأنه لا ينسب له، ولا لثنيه الآخر أي فضل في اكتشاف المنهج التجريبي في
أوربا، ولم يكن روجر بيكون في الحقيقة إلا واحدًا من رسل العلم والمنهج الإسلامي
إلى أوربا المسيحية، ولم يَكُف بيكون عن القول بأن معرفة العرب وعلمهم هو الطريق
الوحيد للمعرفة الحقة المعاصرة.
وعلى ذلك فإن مصدر
الحضارة الأوربية الحق هو منهج العرب التجريبي، وقد انتشر منهج العرب التجريبي في
عصر بيكون، وتعلمه الناس في أوربا يحدوهم إلى هذا رغبة ملحة، ثم يذكر أنه ليست
هناك وجهة نظر من وجهات العلم الأوربي، لم يكن للثقافة الإسلامية تأثير أساسي
عليها، ولكن أهم أثر للثقافة الإسلامية في العلم الأوربي هو تأثيره في العلم الطبيعي
والروح العلمي، وهما القوتان المميزتان للعلم الحديث والمصدران الساميان لازدهاره،
ويقرر في حسم وإصرار أن ما يدين به علمنا لعلم العرب ليس هو ما قدموه لنا من
اكتشافهم لنظريات مبتكرة غير ساكنة، إن العلم يدين للثقافة العربية بأكثر من هذا،
إنه يدين لها بوجوده، وقد كان العالم كما رأينا
عالم ما قبل العلم.
إن علم النجوم
ورياضيات اليونان كانت عناصر أجنبية لم تجد لها مكانًا في الثقافة اليونانية، قد
أبدع اليونانيون المذاهب، وعمموا الأحكام، ولكن طرق البحث وجمع المعرفة الوضعية
وتركيزها ومناهج العلم الدقيقة والملاحظة المفصلة العميقة والبحث التجريبي كانت
كلها غريبة عن المزاج اليوناني، إن ما ندعوه بالعلم ظهر في أوربا كنتيجة لروح
جديدة في البحث، ولطرق جديدة في الاستقصاء طريق التجربة والملاحظة والقياس، ولتطور
الرياضيات في صورة لم يعرفها اليونان، وهذه الروح وتلك المناهج أدخلها العرب إلى
العالم الأوربي.
المسلمون إذًا هم
مصدر هذه الحضارة الأوربية القائمة على المنهج التجريبي، وإننا لنعلم أن فرنسيس
بيكون قام بعد ذلك بشرح هذا المنهج ثم بحث فيه "جون استيوارت" محتذيًا
حذو العرب آخذًا بكل ما توصلوا إليه مرددًا عباراتهم. وأمثلتهم، وقد خطا المنهج
التجريبي بعد "بيكون" و"مل" خطوات مختلفة، ومتعددة في عهدنا
الحاضر، واتخذ صورًا أخرى على أيدي الأوربيين، ولكن المسلمين أول من تنبه في تاريخ
رواد الفكر الإنساني إلى جوهره، واتخذوه أساسًا لحضاراتهم، وبهذا كانوا أساتذة
الحضارة الأوربية الحديثة الأولين.
Post a Comment