تجربة قطر
أحسنت بعض البلدان غير البعيدة الاستفادة من
إمكاناتها المادية ومن مواردها الطبيعية لتطوير القطاع الرياضي والتحول إلى نقطة
استقطاب رياضية، عبر بناء منشآت حديثة واستضافة أحداث رياضية متنوعة. ومن هذه
البلدان دولة قطر التي تمكنت من بناء الملاعب والصالات المجهزة بأحدث التقنيات،
فاستضافت دورة الألعاب الآسيوية في عام 2005، وهي تستضيف سنوياً العديد من الأحداث
الأخرى، ومنها إحدى بطولات الأساتذة "الماسترز" في كرة المضرب، ودورات
الغولف وما إلى ذلك. كما تطمح هذه الدولة الخليجية التي يشهد اقتصادها نمواً
كبيراً إلى استضافة كأس العالم في كرة القدم في عام 2022.
ودائماً في قطر، يلاحظ المتابعون أن الإعلام
الرياضي قد شهد نقلة نوعية مع قناة "الجزيرة الرياضية" التي باتت تحتكر
قسماً كبيراً من المشهد الرياضي في البلدان العربية. وتبث هذه القنوات مباريات أهم
البطولات الأوروبية في كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وغيرها. كما تضم
محللين ورياضيين قدامى من جنسيات مختلفة، يعلقون على المباريات ويوضحون للمشاهد
أصول الألعاب وتكتيكاتها.
مملكة البحرين
من البلدان الأخرى غير البعيدة أيضاً مملكة البحرين
التي بنت حلبة لسباقات الفورمولا واحد وبدأت باستضافة جولة من بطولة العالم منذ
سنوات قليلة. وهذه السنة،
انطلقت البطولة من حلبتها. وتجدر الإشارة في هذا الإطار
إلى أن إيرادات الفورمولا واحد تشكل نحو ثلاثة في المئة من الدخل القومي البحريني.
ففي عام 2008، بلغت عائدات المملكة من الحدث حوالي 548 مليون دولار، توزعت على
رحلات الطيران في فترات السباق، ومداخيل الفنادق والمطاعم والمصاريف الشخصية
للزوار - نحو 24 ألف زائر بمعدل 1630 دولاراً لكل شخص - و5.33 ملايين دولار عائدات
تذاكر السباق، و9.7 ملايين دولار عائدات النقل التلفزيوني.
الإعداد والرعاية
إذا كانت المنشآت مهمة، فإن تطوير العنصر البشري
يوازيها أهمية. لذلك وفي حال أراد بلد معين تطوير صناعته الرياضية، لا بد من أن
يحرص على تطوير موارده البشرية من خلال المعاهد والكليات والمدارس التي تعد الرياضيين
والحكام والعاملين في المجال. وإذا أخذنا كرة القدم مثلاً، نرى أن جميع النوادي
الأوروبية، مهما كان حجمها، تضم مدارس لتعليم أصول اللعبة، ينضم إليها الأشبال
فتُصقل مواهبهم ويتحولون إلى نجوم كبار يوقعون صفقات بعشرات ملايين الدولارات.
وحتى تتمكن هذه النوادي من إعداد اللاعبين
واحتضان مواهبهم، لا بد أن تعمل بطريقة احترافية تؤمن لها المداخيل المطلوبة. لذلك
تحرص على توسيع قاعدة جمهورها وتنظمها، وتستقطب المستثمرين والمتمولين، وتعرض
أسهمها للبيع بطرق بسيطة وفي سوق الأوراق المالية.
أما ركيزة الرعاية المالية فهي من خلال المعلنين
من الشركات والمؤسسات الكبرى. لذلك من الصعب أن نجد ملعباً في دولة متطورة رياضياً
خالياً من الإعلانات من مختلف الأحجام والأشكال. والأمر نفسه ينطبق على القمصان
والألبسة المختلفة وما سوى ذلك من منتجات النوادي. حتى أن الملاعب باتت تحمل أسماء
الشركات. ومن أبرز الأمثلة على ذلك "استاد الإمارات" الخاص بنادي
"أرسنال" الإنكليزي. ففي تشرين الأول 2004، أعلن نادي "المدفعجية" أن
استاد الإمارات سيعرف بهذا الاسم لمدة 15 سنة على الأقل بعدما وافق النادي على
صفقة رعاية بقيمة 100 مليون جنيه استرليني مع شركة طيران الإمارات.
وتضمن هذا المبلغ حقوق الإعلان على قمصان اللاعبين لمدة ثمانية أعوام، اعتباراً من
موسم 2007-2006.
Post a Comment