تعريف المسؤولية الفردية :
1- المسؤولية : لغة : مصدر مأخوذ من مادة (
سأل ) التي تدل على استدعاء معرفة أو مال أو هي بمعنى الطلب أو الحساب .
اصطلاحاً :
هي حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة
. (1)
2-
الفرد : أي
الواحد – الوتر الجمع منه : أفراد (2)
* فالمسؤولية الفردية هي :
محاسبة الله عز وجل لكل فرد يوم
القيامة ، وعدم تحمل الفرد جريرة أو ذنب فرد آخر .
قوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى
)
الوزر : الإثم والذنب
أي لا تحمل حاملة حمل أخرى
قال الأخفش : لا تأثم آثمة بإثم أخرى .
(3)
·
من هذه الآية
نستخلص : أن الإنسان قد يشارك غيره في الحسنات ، ولكن المشاركة في السيئات والآثام
غير ممكنة ، فالله عز وجل لا يلحق بأحد إثم غيره ، ولكن قد يشمله بحسنات غيره ،
وهذا من رحمة الله تعالى بعباده .
ثانيـــــــــــــــــــاً :
* الآيات القرآنية التي تناولت موضوع
المسؤولية الفردية :
1- ( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها
ولا تزر وازرة وزر أخرى ) سورة الإسراء (15) .
2- ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى
، وأن سعيه سوف يرى ) سورة النجم (38، 39 ، 40 )
3-
( كل امرئ بما كسب رهين ) سورة الطور (21)
4-
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) سورة
الزلزلة (7 ، 8 )
5-
( ولا تزر وازرة أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو
كان ذا قربى ) سورة فاطر (18)
معنى الآية :
أي إن تدع نفس مثقلة بالأوزار أحداً ليحمل عنها بعض أوزارها لا يتحمل عنها ولو كان
المدعو قريباً لها كالأب والابن ، فلا غياث يومئذ لمن استغاث ، وهو تأكيد على أن
الإنسان لا يتحمل ذنب غيره . (1)
6-
( واخشوا يوما
لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) سورة لقمان (33)
7- ( من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا
نصيرا ) سورة النساء (123)
8-
( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد )
سورة فصلت (46)
ثالثــــــــــــــاً :
* الأحاديث النبوية التي أكدت
المسؤولية الفردية :
1- صحيح البخاري ج 3 ص 1012
( 2602) حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي
الله عنه قال قام رسول الله r حين أنزل الله عز وجل ( وأنذر
عشيرتك الأقربين ) قال : ( يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم
من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا
أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة
بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا )
* أخرجه مسلم في سننه – كتاب الإيمان –
باب في قوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) (1/192) حديث رقم (204)
2- سنن الترمذي ج 4 ص 612
(2417) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن
أخبرنا الأسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن
جريج عن أبي برزة الأسملي قال قال رسول الله r ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه
وعن جسمه فيم أبلاه ) ( قال الألباني : حسن في صحيح الجامع )
* أخرجه الدارمي في سننه – باب من كره
الشهرة والمعرفة ( 1/144) حديث (537)
3- سنن ابن ماجه ج2 ص 890
(2669) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا
أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال سمعت رسول
الله r يقول في حجة الوداع ( ألا لا
يجبني جان إلا على نفسه لا يجبني والد على ولده ولا مولود على والده ) .
* أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه – كتاب
الفتن – باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها (7/453) حديث رقم (37162) ( قال
الألباني : صحيح )
4- صحيح البخاري ج6 ص 2729
(7074) حدثنا علي بن حجر أخبرنا عيسى
بن يونس عن الأعمش عن خيثمة عن عيد بن حاتم قال قال رسول الله r ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه
ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى
إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا الله ولو بشق تمرة
) .
* أخرجه الترمذي في سننه – كتاب صفة
القيامة والرقائق – باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص (4/611) حديث رقم (2415)
5- صحيح مسلم ج 4 ص 1994
(2577) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن
بن بهرام الدارمي حدثنا مروان يعني بن محمد الدمشقي حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن
ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي r فيما روي عن الله تبارك وتعالى
أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا
عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدون أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته
فاستطعمون أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم
تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم
لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان
مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي
أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا
يلومن إلا نفسه ) قال سعيد كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على
ركبتيه .
* أخرجه ابن حبان في صحيحه – كتاب
الرقائق – باب ذكر الأخبار عما يجب على المرء من لزوم التوبة في جميع أسبابه
(2/385) حديث (619)
6- مسند الشافعي ج1 ص 67
(288) أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثني
عمرو أن النبي
r خطب يوما فقال في خطبته ( ألا إن
الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر ألا وإن الآخرة أجل صادق يقضي فيها ملك
قادر ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ألا وإن الشر كله بحذافيره في النار ألا
فاعملوا وأنتم من الله على حذر واعلموا أنكم معرضون على أعمالكم فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
* أخرجه الشافعي في مسنده – كتاب إبجاب
الجمعة (1/67) حديث رقم (288) ( انفرد
به الشافعي )
7- سنن ابن أبي داود ج4 ص 168
(4495) حدثنا أحمد بن يونس ثنا عبيد
الله يعني بن أيد ثنا إياد عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو النبي r ثم إن رسول الله r قال لأبي ( ابنك هذا ) قال إي ورب
الكعبة قال ( حقا ) قال أشهد به قال فتبسم رسول الله r ضاحكاً من ثبت شبهي في أبي ومن
حلف أب علي ثم قال ( أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه ) وقرأ رسول الله r ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ( قال
الألباني : صحيح في صحيح الجامع ) .
* أخرجه ابن ماجه في سننه – كتاب
الديات – باب لا يجني أحد على أحد (2/890) حديث رقم (2671) .
قوله ( لا يجني عليك ) : أي لا يؤاخذ
بذنبك .
أي جناية كل منهما قاصرة عليه لا
تتعداه إلى غيره والجناية هنا بمعنى الإثم والذنب وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه
العذاب أو القصاص في الدنيا والآخرة .
والمعنى أن لا يطالب بجناية غيره من
أقاربه وأباعده فإذا جنى أحدهما جناية لا يعاقب بها الآخر . (1)
إرسال تعليق