الفرق بين الحكم الشرعي التكليفي والحكم الشرعي الوضعي
- الأمر الأول/ أن الحكم التكليفي في تعلقه بأفعال العباد إنما يكون بطلب شيء منهم أو تخييرهم فيه أما الحكم الوضعي فإنه حينما يتعلق بأفعال العباد فإنما يكون بوضع شيء لهم وترتيب أحكامهم التكلفية عليه ولذلك أطلق عليه بعض العلماء خطاب الإخبار.
الأمر الثاني/ أن الأحكام التكليفية تكون دائما مقدورة وفي قدرة الإنسان لأن التكليف بما لا يقدر عليه المرء نوع من التكليف بالمحال الخارج عن القدرة وهذا تكليف غير واقع شرعا أما الأحكام الوضعية الشرعية فإنها يمكن أن تكون مقدورةً للمكلف كما يمكن أن تكون خارجةً عن قدرته فزوال الشمس مثلا يعد سببا ً في وجوب الصلاة ومع ذلك غير داخل ٌ في قدرته وقد توجد أحكام وضعيه تدخل في قدرته مثل السرقة فإنها حكم وضعي لأنها سبب في قطع اليد وهو داخل في قدرة المرء.
الأمر الثالث/ أن الحكم التكليفي لا يتصور وجوده منفردا ً عن الحكم الوضعي, بخلاف الحكم الوضعي فإنه من الممكن إنفراده عن الحكم التكليفي كما يمكن اجتماعهما معا ومن أمثلة إنفراد الحكم الوضعي عن التكليفي أوقات العبادات وجعل الشارع البلوغ شرطا ً في التكليف ومن أمثلة اجتماعهما كون الزنا حراما ً وهو في الوقت نفسه سبب لوجوب الحد على صاحبه .
 الأمر الرابع/ أن الحكم التكليفي يتعلق بأفعال العباد دون أفعال الحيوانات وغيرها مما لا يمكن تكليفهم خلافا للحكم الوضعي فإنه يتعلق بكل هذه الأشياء فلو أتلفت الدابة شيئا ً ضَمٍن صاحبها فكان إتلافها سببا ً في الضمان وهذه أبرز الفروق بين الحكمين التكليفي والوضعي وبه نختم الكلام .

Post a Comment

Previous Post Next Post