المفهوم التقليدي في الإدارة
عصر النهضة الصناعية
مع
ظهور الثورة الصناعية بدء علم الإدارة يبدو منهجياً مؤطّراً، بسبب الحاجة لتنظيم
منشآت صناعية. تضمن المفهوم التقليدي
للإدارة ثلاثة أشكال : الإدارة العلمية،
المبادئ الإدارية، و المؤسسات البيروقراطية.
-
الإدارة العلمية : ركّز على السعي لرفع
إنتاجية الأفراد، اعتماداً على تطبيق وسائل علمية (إدارة علمية). يعتبر المهندس Frederic Taylor (1911) الأب الروحي لهذا المفهوم، حيث استخدم التحليل العلمي و
التجارب لرفع إنتاجية العامل، و اعتبر حل كثير من المشكلات مرهون بتدريب الموظف
منهجياً و تحليل عملية الإنتاج علمياً. كذلك ساهم Henry Gantt في دعم هذا المفهوم من خلال مخططاته الشهيرة لجدولة النشاطات.
-
المبادئ الإدارية : تتعلق بطرق إدارة
المؤسسات و بنيتها الهيكلية وفق نظرة شاملة للمؤسسة. أهم من عمل على هذا المفهوم
الفرنسي Henri Fayol و الأميركية ماري فولليت. طوّر فايول خمسة مهام أو قواعد للإدارة تقارب
الوظائف الإدارية الأربعة المعروفة (تخطيط، توجيه، مراقبة، ضبط) و هي :
§ البصيرة
: إتمام وضع خطة متكاملة لنشاطات مستقبلية.
§ المؤسسة
: تأمين موارد لتطبيق الخطة.
§ السلطة
: قيادة و اختيار و تقييم العمال للوصول لأفضل أداء في تطبيق الخطة
.
§ الضبط
: التأكد من سير الإجراءات وفق الخطة، و إجراء التعديلات عند وجود انحراف.
لتنظيم العلاقات الإدارية وضع فايول مبدأين
: أولاً: كل موظف تأتيه الأوامر من مدير واحد فقط. ثانياً: هناك موظف واحد فقط
مسؤول عن كل الأنشطة التي تحقق نفس الهدف.
أما فولليت فرأت أن
المؤسسة تعتبَر كمجتمع يعمل فيه مدراء و موظفون بتناغم لتحقيق أهداف مشتركة. و
بقدر ما يشعر الموظف أنه مالك في المؤسسة سيرفع من أدائه.
-
المؤسسات البيروقراطية : يرى Weber أن الشكل البيروقراطي هو الأفضل لأي مؤسسة لأنه يؤمن أداءً
إدارياً فعالاً استناداً لتنظيم صارم و تراتبية في العلاقات الإدارية. لكن نمو
المؤسسات و تشعب أقسامها أظهرت مساوئ هذا الشكل في تعدد مراحل انتقال الأمر
الإداري حتى التنفيذ و طول مسار تقرير الإدارات التنفيذية ليصل للإدارة العليا،
مما أدى لبطء الأداء و ضعف الديناميكية. اليوم يحمل هذا المفهوم هذه المعاني
السلبية إضافة لمقاومة التغيير الذي يخالف حاجة المؤسسات للتواؤم بسرعة و فاعلية
مع المتغيرات.
Post a Comment