قابلية الأخلاق والسلوك للتعديل :
يؤمن الغزَّالي بقابلية الأخلاق
والسلوك للتعديل، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
قوله: ((حسنوا أخلاقكم))
وهو ينتقد من
يزعم أن الأخلاق لا تتغير اعتمادًا على أن الأخلاق مقتضى المزاج والطبع، وأن الخلق صورة الباطن.
ويؤكد الغزَّالي بإشارته إلى أن كل
كائن حي يمكن أن يتغير خلقه، حتى أن البهائم يمكن
تبديل خلقها من الاستيحاش إلى الاستئناس، ولو أن الأخلاق
لا تتغير لما
كان هناك حاجة إلى المواعظ والوصايا، ولما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((حسنوا أخلاقكم)) وهو يقول: إن الصبي أمانة عند
والديه، وقلبه
الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يقال، فإن عود الخير وعمله،
نشأ عليه وسعد
في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه كل معلم له
ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك،
وكان الوزر في
رقبة القيم عليه والوالي له.
Post a Comment