أعظم
توبة عندما يذهب التائب في موسم الحج ويقف حيث هبط آدم بخطيئته في وادي عرفه وعند
جبل الرحمة، حيث التقى آدم وحواء كما تقول بعض الروايات وفي نفس المكان يقف البشر
جميعاً بخطاياهم، وكما غفر الله لآدم وتاب عليه فالله سبحانه يتوب على عباده
جميعاً الذين خلعوا رداء الدنيا متجردين من كل شيء، كما نزل آدم وزوجه متجردين إلا
من أوراق الشجر التي تواري سوءاتهما والبشر كذلك، تركوا أموالهم وديارهم وأبناءهم
ومناصبهم وسلطانهم وذهبوا يحملون أوزارهم وخطاياهم قاصدين رباً غفوراً كريماً
يقرعون باب رحمته، وباب توبته، الباب الكبير الذي لا يوصد أبداً، إنها التوبة
الكبرى في حياة الإنسان توبة أبينا آدم عليه السلام في نفس المكان الذي حدثت فيه.
يقف
الناس جميعاً يتوبون ويدعون ربهم ويلحون في الدعاء ويخلصون فيه في وقت واحد ومكان
واحد، هذه المجموعة المحتشدة التي جاءت تعترف لله سبحانه بخطاياها وترجو رحمته
وتخاف عقابه، هؤلاء هم أهل الموقف يوم عرفة.
والحج
كما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة "(وفي رواية
الحج عرفات، وفي رواية الحج يوم عرفة).
ويطلع
ربنا سبحانه على هؤلاء جميعاً ويقول
لملائكته-جاؤوني من كل مكان شعثاً غبراً يرجون رحمتي ويخافون عذابي أشهدكم
يا ملائكتي أني قد غفرت لهم.
ويعود
الحاج كيوم ولدته أمه فقد غفر الله له ذنبه وقبل توبته وأبر حجته ويلقاه الناس
بالبشر والترحاب حج مبرور وذنب مغفور فقد لبيت نداء ربك –"إنها توبة أبيه آدم
عليه السلام ".
لبيك
اللهم لبيك-لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .
إرسال تعليق