التأصيل : يعني رد الظاهرة التربوية
إلى أصولها التاريخية ؛
للتعرف على
منابع وجوانب
الأصالة فيها على مستوى النظر والتطبيق، والتي ظهرت وبرزت في أماكن معينة وأزمان معروفة انطلاقًا من الوحي أو ابتكارًا متسقًا مع
الوحي، أو اجتهادًا في إطار احتياجات المجتمع
الإسلامي، ثم إيضاح ما نحتاجه من تغير في الفهم والفكر
والتطبيق أو
استحداث وسائل، وما إلى ذلك، أو إضافة أهداف فالأصالة
لا تقف عند حدٍّ معين في الماضي أو الحاضر، بل هي استمرار ابتكاري، وإضافة فهمٍ
وفكرٍ جديدين في إطار أصولٍ وثوابت.
إن هذا الهدف يعني الإسهام في كشف
الممارسات التربوية، وإتاحة الفرصة أمام الناس
والباحثين للاستفادة من دراسة نتائج تطور الفكر التربوي
وممارساته،
كما تجلت عبر تاريخ المسلمين، وبالتالي العمل على تنميته، وفهم الواقع التربوي المعاصر، وبنيته وخلفياته الاجتماعية الضاربة في أعماق
التاريخ، وتحسين عمليات التربية والتعليم
ونواتجهما.
ومن ثم تأتي أهمية هذا الهدف لواقعنا
المعاصر في وصله بالماضي والمستقبل بعدما عانى من
انقطاع فكري وثقافي، تعاني منه التربية العربية والإسلامية
المعاصرة،
ووصل الحوار الإيجابي البَنَّاء أو في أضعف الأحوال محاولة تجنب سلبيات الماضي والواقع.
هـ . التفسير والتعليل : من أهم أهداف
البحث في تاريخ التربية الإسلامية
، كما هو في
التاريخ
عمومًا السعي إلى محاولة الوصول بقدر المستطاع إلى معرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى حدوث الوقائع التاريخية، فليس المهم فقط سرد
الوقائع والأحداث، ولكن الأهم هو التفسير والتعليل
لتلك الوقائع والأحداث وفقهها، وفهمها المتعمق، إن
استقراء
جزئيات من فترة من الفترات أو للفترات التاريخية الإسلامية جميعًا للخروج بتعميمٍ ما، أو بحكم ما شيء مهم، ولكن من المهم أيضًا تفسير هذا
الحكم أو التعميم لإدراك العوامل التي أدت
إلى إصداره، ثم إن كتب تاريخ التربية الإسلامية فيها
الكثير من تلك
الأحكام التي لا بد من الوقوف إزائها تحليلًا ونقدًا وتفسيرًا وفهمًا.
إن دراسة أحداث ووقائع التاريخ
الإسلامي التربوية تكتسب أهمية في ضوء هذا الهدف والذي
بدونه تصبح تلك الدراسة مجرد سرد أو فهرسة أو تخطيط زمني،
وبالتالي تفقد
جزءً هامًّا بل الجزء الهام من معناها وأهميتها، ولا نود الاستطراد كثيرًا في هذا الهدف، فقط نريد
إيضاح أن هذا الهدف يعني الإجابة
عن سؤالين هامين "كيف لماذا"؟ وإذا كانت
الإجابة عن سؤال كيف تعني كشف الطريقة والوسائل؛ فإن إجابة
سؤال لماذا
تعني الكشف عن الأغراض والمرامي والأهداف, وهنا تتدخَّلُ عوامل كثيرة ومتعددة.
إن هذا الهدف يعني الفهم والوعي للكشف
عن الأسباب، فقد يكشف هذا عن الواقع المعاش
تربويًّا وعن الممارسات التربوية المعاصرة، ولا ندري أسبابها
فهو يعني
وعيًا واسعًا للواقع، ومن ثم الكشف عن فعاليات التاريخ.
إرسال تعليق