اراء افكار ابن خلدون في التربية :
كلمة التربية : وردت كلمة التربية عند
ابن خلدون مرة واحدة في كلامه في الفصل
الرابع
والثلاثين من مراتب الملك والسلطان وألقابها ، يقول :
إن الاستعانة إذا كانت بأولي القربى من أهل النسب أو التربية أو الاصطناع القديم
للدولة كانت أكمل ؛ لما يقع في ذلك من مجانسة خلقهم
لخلقه ، فتتم المشاكلة في الاستعانة ، قال تعالى : " وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي " سورة طه :
29-32 ، وواضح أن المقصود بالتربية هنا
معناها اللغوي
الذي ينصرف إلى التنشئة ، وليس إلى معناها الاصطلاحي الذي نقصده عادة .
العلم والتعليم طبيعي في العمران
البشري : يقرر ابن خلدون أن العلم والتعليم طبيعي في العمران البشري ؛ ذلك لأن
الإنسان تميز عن الحيوانات بالفكر الذي
يهتدي به لتحصيل معاشه والتعاون عليه بأبناء جنسه
والاجتماع
المهيأ لذلك التعاون ، وقبول ما جاءت به الأنبياء عن الله تعالى والعمل به وإتباع صلاح أخراه ، فهو مفكر في ذلك كله دائمًا لا يفتر عن
الفكر فيه طرفة عين ، وعن هذا الفكر تنشأ العلوم ، وأن
العلوم تكثر
حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة .
الرحلة في طلب العلم : يقرر ابن خلدون
أن الرحلة في طلب العلم مفيدة ، ولا بد منها
لما فيها من
اكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ ومعاشرة الرجال .
القرآن أصل التعليم : ذهب ابن خلدون
كسابقيه إلى القول بأن القرآن هو أول العلوم
التي يتعلمها
الصبي ؛ فالقرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل من الملكات ، ويقارن ابن خلدون بين الأمصار الإسلامية في تعليم القرآن
واختلافهم باعتبار ما ينشأ عن ذلك التعليم من الملكات .
تعليم اللغة أساس لتعليم سائر الفنون :
اعتبر ابن خلدون تعليم اللغة أساسًا لتعليم سائر الفنون
، وهذا صحيح لكنه قال : أن اللغة الدارجة أهون على التعبير ، ولذا ننصح
بتعليم اللغات الدارجة إلى جانب اللغة
العربية ، وهو رأي غريب لا يمكن أن نوافقه عليه لما يؤدي ذلك
إلى التقليل
من شأن اللغة العربية ، التي تعتبر الرباط الثقافي والفكري لكل البلاد العربية .
تعليم اللسان العربي : يؤكد ابن خلدون
في تعليم اللسان العربي على كثرة حفظ كلام
العرب
وأشعارهم ، والتمرن على النسج على منوالهم حتى يصبح اللسان العربي سليقة ، يقول ابن خلدون : ووجه التعليم لمن يبتغي هذه الملكة ملكة اللسان
العربي ، ويشير ابن خلدون إلى مجرد معرفة قوانين
النحو والإعراب لا تكون ملكة اللسان العربي .
الفلسفة صناعة باطلة : اعتبر ابن خلدون
الفلسفة صناعة باطلة؛ لأن الفلاسفة يزعمون
أنهم يعرفون
كل شيء والعالم أوسع من أن يحاط به .
Post a Comment