ابن خلدون
ابن خلدون : يعتبر ابن خلدون
من أشهر علماء المسلمين الذين تعدت شهرتهم حدود بلادهم وطوفت الآفاق . وقد ( وُلِدَ 732هـ) عبد الرحمن بن خلدون في تونس، و( ت 808هـ) ، ودرس العلم وحصله على أيدي علماء كثيرين ، وإلى جانب اشتغاله بالعلم اشتغل بالسياسة ، وكان لا يستقر في
مكان واحد ، فقد أمضى ما يقرب من ثلث حياته أربع وعشرين
سنة في تونس ،
وثلث آخر في المغرب والأندلس ، وثلث ثالثة في الشام والحجاز
ومصر .
وتقلد بعض الوظائف بينها القضاء ، وصار
وزيرًا وسفيرًا وخطيبًا ومدرسًا ، ودرس بالجامع الأزهر
وسافر بعدها
لأداء فريضة الحج وعاد إلى القاهرة وتولى القضاء المالكي الذي تولاه في مصر أكثر
من مرة .
وقد نشأ ابن خلدون في أسرة جمعت بين
العلم والرياسة ، والسلطان ، فقد تولوا في
تونس مراتب عليا في الدولة ، دون أن تنقطع صلتهم بالعلم
والأدب ، وفي ظل هذه البيئة العائلية -كما يقول ساطع الحصري-
تَوَلَّدَ في
نفسه نزعتان قويتان : حب المنصب والجاه من ناحية ، وحب الدرس والعلم من ناحية أخرى .
وقد كانت حياة ابن خلدون مليئة بالهموم
فقد أهلك أبواه في الطاعون ، وكان عمر ابن خلدون سبعة عشرة عامًا
، ولم يعرف
الاستقرار طول
حياته ، وكانت أشد صدمة عليه عندما غرقت السفينة بزوجته
وولديه وبناته
الخمسة ، ولم ينجو منهم إلا ولداه ، وفي ذلك يقول ابن خلدون : ووافق ذلك مصابي
بالأهل والولد ووصلوا من المغرب في السفن ، أي
السفينة،
فأصابها قاصف من الريح فغرقت وذهب الموجود والسكن والمولود ؛ فعظم المصاب والجزع ورجع الزهد .
مؤلفاته :ولابن خلدون مؤلف معروف
بعنوان كبير هو كتاب " العبر وديوان
المبتدأ
والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر " وهو في سبعة أجزاء أشهرها الجزء الأكبر الذي يعرف بالمقدمة
، وهي مقدمة ضخمة عظيمة الشأن ، حوت كثيرًا من
العلوم ، وتكلم فيها عن الحضارة والعمران ، وكل ما يرتبط بهما من سلطان ، وكانت هذه المقدمة منهلًا لطلاب العلم في كل فن ،
وعرض فيها لكل أنواع العلوم المعروفة في عصره ،
وعرض فيها للعلوم والتعليم في الأمصار الإسلامية وعرض
لآرائه في
التربية والتعليم .
الآراء التربوية لابن خلدون : الواقع :
أن كثيرًا من الآراء التربوية التي عبر عنها ابن
خلدون وردت
عند من سبقوه في الكلام عن هذا الموضوع ، من أمثال : ابن سحنون ، والقابسي ، والغزالي، وغيرهم،
Post a Comment