التربية الإسلامية تربية موجهة نحو الخير
: ذلك أن مجيء الإسلام كرسالة كان من أجل الرحمة بالبشر
وقد
خاطب سبحانه
وتعالى نبيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
(الأنبياء:
107) إن التربية الإسلامية موجهة لما فيه خير الفرد
والمجتمع فهي توجه الإنسان إلى الفضيلة بالالتزام
بالخلق
الكريم
والتحلي بجميل الصفات ومعاملة الناس بالحسنى فالدين معاملة، وحث الإسلام المسلمين على الخير وكل ما فيه سعادة الناس جميعًا وجعل حب
الخير للآخرين من تمام الإيمان ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))، كما اهتم بتنمية نزعات الخير للإنسان من تعاطف وتراحم وتواد وتآخ وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
التربية الإسلامية تربية محافظة مجددة
: التربية الإسلامية تربية محافظة مجددة، فهي محافظة بما تقوم عليه من مبادئ سماوية خالدة راسخة ثابتة وقيم أصلية عريقة
تمتد بجذورها في التاريخ إلى ما يقرب من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وتعمل التربية
الإسلامية على استمرار هذه المبادئ والتقاليد
والقيم ونقلها إلى الأجيال الإسلامية المتعاقبة، وهي بهذا
تقوم بالدور
الأصيل للتربية في التنشئة الاجتماعية للأفراد وتشكيل شخصياتهم الإنسانية الإسلامية ليشبوا مسلمين، ولكن التربية الإسلامية
ليست تربية محافظة فحسب وإنما هي تربية مجددة؛
فالإسلام صالح لكل زمان ومكان، والمسلمون
تتجدد أحوالهم
بتجدد ظروف
هذا الزمان والمكان؛ ولذلك كان على التربية الإسلامية أن تكون متجددة لتواجه متطلبات العصر، ولتفي بالمطالب المتجددة لحاجات المسلمين
ومصالحهم على مر العصور والأزمان.
التربية الإسلامية تربية إنسانية عالمية
: فهي تربية بعيدة عن التعصب أو التمييز
العرقي أو الاجتماعي فلا شعوبية في الإسلام ، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
وصالح العمل، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: من الآية: 13) وورد عن النبي
-صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((كلكم لآدم، وآدم من تراب))، وهي تربية لا تختص بها فئة من الناس ولا تقتصر على طبقة مميزة
دون طبقة وإنما هي تربية يتساوى فيها
الجميع، والتفاضل بينهم يكون على أساس التقوى
والإيمان لا
الحسب والنسب والجاه.
وبهذا نكون قد انتهينا من توضيح مصادر
التربية الإسلامية أعني القرآن الكريم والسنة
النبوية المطهرة وكذلك جهود وسيرة بعض علماء السلف رضوان الله عليهم أجمعين في مجال التربية الإسلامية، ثم بينا بعض الأسس
التي تبنى عليها التربية الإسلامية من خلال
العرض لتلك المصادر.
إرسال تعليق