مناهج البحث عند المسلمين مصدرها الأساسي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
فقد دعا الإسلام إلى النظر العقلي،
والتأمل في ظواهر
الكون كأداة لاستدلال
العقل على وجود الخالق ويكفي أن نورد هنا قوله تعالى:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (الزخرف: من الآية: 87) وقوله تعالى:
{قُلْ مَنْ
رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا
تَتَّقُونَ} (المؤمنون: 86، 87) وغيرها كثير من الآيات
التي تتناول
كثيرًا من مظاهر الكون من سماء وأرض، وجنٍّ وإنس، وماء وهواء، وجماد ونبات للاستدلال بذلك على وجود الله الخالق، مما أعد العقل
المسلم لاستخدام منهج الاستدلال العقلي فيما
يتعامل معه من علوم ومعارف.
كذلك دعا القرآن إلى الآخذ بمنهج
الاستقراء التجريبي عندما دعا الإنسان إلى فهم حقيقة
الظواهر الكونية والنفسية ولفت نظره إلى ما يحكم تلك
الظواهر من
قوانين وأسباب وسنن، وأن فهم الظاهرة يتوقف على معرفة أسبابها من ذلك قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (الكهف: 84، 85)، وقوله
تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ
فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ
كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} (
الروم: 42)، وقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ
أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم: 22).
كما يحفل القرآن الكريم والسنة النبوية
بالكثير من الأخبار عن أحوال الأمم السالفة وقصص
الأنبياء، مما يمثل تأصيلًا للمنهج التاريخي الاستردادي
وتدريبًا
للعقل المسلم على استخدامه في دراسة العلوم التاريخية والاجتماعية والأخلاقية من ذلك قوله تعالى:
{نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ}
(يوسف: 3)،
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ
بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ
يَتَضَرَّعُونَ} (الأنعام: 42)، وقوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ * وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ
ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} (الحج: 42 - 44).
والقرآن الكريم والسنة النبوية غنيان
بوصف الظواهر الاجتماعية والطبيعية بالإضافة إلى وصف
الظواهر الغيبية غير المشاهدة، كالجنة والنار وأحوال
القيامة، يقول
تعالى في وصف المؤمنين: {قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ
مُعْرِضُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}
(المؤمنون: 1-
4).
ويقول تعالى في وصف آكل الربا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ
الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ
الرِّبَا} (البقرة:من الآية: 275).
ويصف أحوال الناس والجبال والسماء
وغيرها من الظواهر الإنسانية والطبيعية يوم
القيامة في قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ * مَا
الْقَارِعَةُ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ
* يَوْمَ
يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ *
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
* وَمَا
أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}
(القارعة 1: 11).
إرسال تعليق