التربية الإسلامية تربية مستمرة : فهي
تربية لا تنتهي بفترة زمنية معينة ولا بمرحلة دراسية
محددة ،
وإنما تمتد على طول حياة الإنسان كلها
فهي تربية من المهد إلى اللحد،
وهي تربية متجددة باستمرار تنمي
شخصية الفرد وتثري إنسانيته، كما أنها تأخذ به إلى
الإمام في
طريق النمو والتقدم المستمرين، وفي الإسلام ليس هناك نهاية أو سن محدودة لطلب العلم. ويقول الزرنوجي في تعليم المتعلم: طريق التعلم أنه
لا عذر لصحيح الجسم والعقل في ترك طلب العلم
مهما كان عمره.
وسئل أبو عمرو بن العلاء حتى متى يحسن
بالمرء أن يتعلم؟ أجاب: مادامت الحياة.
وسئل حكيم: ما حد التعلم؟ فأجاب: حد
الحياة، ويرى ابن قتيبة: أنه لا يزال المرء عالمًا
ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم؛ فقد جهل، فالحكمة ضالة
المؤمن ينشدها
حيثما كانت مادامت فيه الحياة وسئل عبد الله بن المبارك إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله، لعل الكلمة التي تنفعني لم
أكتبها بعد، قال عبد الله بن مسعود: إن
الرجل لا يولد عالمًا، وإنما العلم بالتعلم.
9.
التربية الإسلامية تربية متدرجة : ويعتبر التدرج في التربية الأخلاقية أساسًا من
الأسس المعروفة في التربية الإسلامية
فالتربية نفسها عملية أخلاقية واكتساب
الأخلاق بما فيها التحلي بالفضائل والترفع عن
الرذائل عملية تحتاج إلى وقت حتى يكتسب الإنسان السلوك
المطلوب
والعادة المرغوبة، إن الإسلام في تربيته للمسلمين الأوائل لم ينتقل بهم طفرة من أخلاقهم القديمة إلى الأخلاق الإسلامية الجديدة، إنما
تدرج معهم في الأمور حتى تؤتي التربية نتاجها
وثمارها.
فمن المعروف: أن تحريم الخمر على
المسلمين تمَّ على مراحل
، وبعد أن تدرج القرآن معهم
حتى انتهى بهم إلى تحريمه بطريقة طبيعية، ولم يحرم عليهم
الميسر،
وكثيرٍ من عقود الزواج والربا والمعاملات التي كانوا يتعاملون بها في جاهليتهم إلا بالمدينة، وقد اهتم المربُّون المسلمون بضرورة
مراعاة التدرج في التعليم، ويقول الغزالي في
ذلك: إن أول واجبات المربي أن يعلم الطفل ما يسهل عليه
فهمه؛ لأن
الموضوعات الصعبة تؤدي إلى ارتباكه العقلي، وتنفِرُه من العلم، ويطالب الغزالي المعلم ألا يخوض في العلم دفعة واحدة، بل يتدرج فيه مع
مراعاة الترتيب ويبتدئ بالأهم، وكذلك ينبغي
عليه ألا يخوض في علم إلا بعد أن يستوفي ما قبله
فالعلوم مرتبة
ترتيبًا ضروريًّا وبعضها طريق بعض. وقد بينا ذلك من قبل
بالتفصيل.
إرسال تعليق