المنهج الأصولي
أهداف التربية الإسلامية : الباحث في
مجال التربية الإسلامية عليه عندما يستخدم المنهج الأصولي الاسترشاد بالخطوات التالية :
1- جمع
النصوص الإسلامية المتعلقة بالظاهرة التي يدرسها من
قرآن وصحيح
سنة، مستعينًا في ذلك بالمعاجم المفهرسة للآيات والأحاديث كــ(المعجم المفهرس لألفاظ القرآن) لمحمد فؤاد عبد الباقي، ومثل: (تفصيل
آيات القرآن الكريم) لجول لابوم، و(معجم ألفاظ
القرآن الكريم) لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، و(المعجم
المفهرس
لألفاظ الحديث)، وننصح الباحث في التربية حتى يتجنب الوقوع في مشكلة استخدام الأحاديث الضعيفة أن يعتمد على الكتب الصحاح المشهورة
بين رجال الحديث، وخاصة (البخاري ومسلم)،
و(مسند أحمد) بن حنبل، و(موطأ مالك) و(مسند ابن ماجه) وأن
يستعين بأحد
رجال الحديث في مراجعة تخريج الأحاديث المستخدمة في بحوثه.
2- فهم النصوص فهمًا صحيحًا، والتأكد
من معرفة دلالة النصوص بالعودة إلى المراجع
الأصلية في تفسير القرآن وتفسير الحديث؛ حتى لا يفسر الآية أو الحديث تفسيرًا بالهوى، وكلما تمرس الباحث على استخدام تلك
المراجع الإسلامية؛ كلما ازداد دراية بكيفية استخدام
النصوص الإسلامية استخدامًا صحيحًا، ويحتاج الباحث إلى
تدريب وإعداد
على تلك المهارة البحثية.
3- في حالة عدم وجود النص لا بد أن
يكون الباحث على دراية معقولة بمصادر المعرفة
الإسلامية الأخرى، التي تحدث عنها علماء الأصول مثل الإجماع
والقياس،
والمصالح المرسلة والاستحسان، والعرف وسد الذرائع ومذهب الصحابة وشرع من قبلنا.
4- الرجوع إلى التراث الإسلامي وآراء
العلماء المسلمين وإسهامهم في موضوع البحث؛
لأن الإسهام التربوي الإسلامي عبر العصور فيه اجتهاد
متعدد في شتى
مجالات التربية، والعودة إلى التراث التربوي للإسلام ليس من أجل الآخذ به كمسلمات، ولكن للاستفادة به في كيفية فهمهم للنص الإسلامي،
وكيفية تطبيقهم لهذا النص على عصرهم وظروفهم، أي
أنها عودة للاستئناس والاسترشاد، وليست عودة للتطبيق
الأعمى، أو
الأخذ الحرفي؛ فلكل عصر رجاله، ولكل عصر اجتهاداته التربوية.
5- للتربية الإسلامية في عصر الرسول
منزلة مرجعية خاصة؛ لأنه العصر الذي شاهد التطبيق
الإسلامي التربوي في أزهى صوره، ومن ثََّم فإن الباحث في
التربية
مستخدمًا المنهج الأصولي لا بد أن يعطى التطبيقات التربوية في عصر الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منزلة خاصة.
6- الانفتاح على الدراسات الأجنبية في
موضوع البحث للاستفادة مما وصل إليه العلم الغربي
في هذا المجال بشرط عدم إغفال الاختلاف المنهجي في تناول
الظاهرة،
وتتأثر تلك الدراسات الغربية بالواقع الغربي، والمنطلقات والتصورات الغربية في غاية الوجود، ونظرتهم للإنسان والمجتمع والمعرفة
والأخلاق، وهي أمور لا بد أن يدركها الباحث
التربوي المسلم.
7- وأخيرًا يأتي الاجتهاد التربوي في
تنزيل ذلك كله على الواقع المعاش للظاهرة
التربوية المدروسة؛ فبعد أن ندرس أهداف الشريعة في القرآن
والسنة في عصر
الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونلم بالتجربة الإنسانية في مجال الأهداف لا يستطيع الباحث أن يغفل دلالة ذلك على
الأهداف التربوية، كما ينبغي أن تكون في مجتمعاتنا
الإسلامية المعاصرة التي تواجه تحديات معينة، وتطمح
لتحقيق نهضة
حضارية في ظل ظروف عالمية وناهضة.
وليس شرطًا أن يتبع الباحث في التربية
المستخدم للمنهج الأصولي كل تلك الخطوات
السبعة، فقد يقتصر على بعض الخطوات، وقد يركز على بعضها دون
البعض وفق
طبيعة الموضوع المدروسة، أو قدرة الباحث وتمكنه من إتباع تلك الخطوات، ولكن كلما استطاع الباحث أن يتقن تلك المهارات البحثية، وأن
يتبع تلك الخطوات المنهجية كلما أتى البحث
أكثر عمقًا ورصانة.
إرسال تعليق