عبادة الكواكب
في هذا التيه من الجهل وفساد العقيدة تأخذ الكواكب حظها من التعظيم والتبجيل في عقول الناس ، وتأتي رسالة نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام ، وما زال الناس على ما هم عليه من فساد العقيدة .
وهذا ما يوضحه قول ربنا سبحانه من سورة الأنعام :
( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين)(الأنعام:74)
ثم يقص القرآن الكريم موقف إبراهيم عليه السلام في شأن هؤلاء الذين عبدوا الكواكب، يقول سبحانه: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين* فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكو نن من القوم الضالين* فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون*إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين* وحاجَّة قومه قال أ تحاجوني في الله وقد هدانِ ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا  وسع رب كل شئ علماً أفلا تتذكرون ) ( الأنعام : 75-80)
وتتعاقب رسالات التوحيد ، ويأتي عهد نبي الله سليمان، وما زالت مملكة بأسرها تعبد الشمس، ويقص القرآن قصة مملكة سبأ على لسان الهدهد.
(فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ) ( النمل 22-24)
  وتأتي رسالة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ومازالت عبادة الكواكب تجد لها صدى في نفوس البشر ، ويتصدى القرآن الكريم لهؤلاء، فيقول سبحانه : ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر  لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون لـه بالليل وهم لا يسئمون)(فصلت : 37-38)
وتنتهي عبادة الكواكب في شبه الجزيرة بإسلام أهلها ، ولكنها تستمر وتكثر في الهند ، والهند من اكثر البلاد التي شاعت فيها عبادات الشرك وتعددت فيها الآلهة ، حتى عبد الناس الحيوانات والمظاهر الطبيعية ، ولكن ظلت عبادة الكواكب هي الشائعة في الهند ، ومن أهم العبادات فيها عبادة الشمس ، وأكثر طوائفها هم طائفة اليوجا.

Post a Comment

أحدث أقدم