التوبة في الإسلام
والتوبة كما يرغب فيها الإسلام عبادة وتقرب إلى الله وهي في حقيقتها
اعتراف من العبد لربه وندم على ما أقترف من ذنوب وآثام وهي رفض لما حدث، وعزم
وتصميم على عدم العودة إ ليه.
هذه المعاني كلها تحملها التوبة في صيغتها المعروفة والمألوفة : "
اللهم إني تبت إليك ورجعت إليك وندمت على ما فعلت وعزمت على ألا أعود".
التوبة في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء:
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
فأولئك يتوب ا لله عليهم وكان الله عليماً حكيماً)(النساء:17)
ويقول سبحانه في سورة الأنعام :
(وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة
أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم)(الأنعام :54)
ويقول سبحانه في سورة النور :
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)(النور : 31)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: " وا لله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين
مرة".(رواه البخاري والترمذي)
وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إنه ليغانُ على قلبي وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة"
(.أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد)
والاستغفار يحمل في داخل عباراته معاني التوبة، وهذه المعاني تحملها صيغة
سيد الاستغفار بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :"اللهم أنت ربي لا له
إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت
أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذ نبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
والبشر في توبتهم واستغفارهم أصدق ما يكونون اعترافاً بكل ما يداخل النفس
من مشاعر الندم:
اعتراف ببشرية العبد وضعفه وقلة حيلته أمام شهوات نفسه – واعتراف بأن الله
وحده هو الذي يملك العفو والمغفرة يقول
سبحانه في سورة طه :(وإني لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحاً ثم اهتدى).(طه:82)
التوبة في الإسلام عبادة :
والتوبة في الإسلام شأنها شأن العبادات كلها تدور في فلك العقيدة تدور حول
كلمة التوحيد وتدور حول الاستسلام للمعبود اعترافاً بقدرته وهيمنته وعظمته وجبروته
واعترافاً بفضله ورحمته-وبعفوه ومغفرته .
ومواقف التوبة في اليوم الواحد كثيرة
ومتعددة، وهي ممتدة لا يحددها الوقت ولا يضيق بها المكان فهي بالقلب
واللسان.
وفي الصلاة بالذات تتعدد مواقف التوبة، ففي بداية الصلاة ومع دعاء
الاستفتاح توبة، وفي دعاء السجود توبة واستغفار، وبين السجدتين وفي دعاء التشهد
الأخير وفي ختام الصلاة كل هذه مواضع يمكن للمصلي أن يتوب فيها ويكرر توبته واستغفاره
.
وبعد الوضوء توبة جميلة مستحبة يرفع المتوضئ يديه إلى السماء ويتجه إلى
الكعبة بهذا الدعاء أو يدعو حيثما كان " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أ ن محمداً عبده ورسوله
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين "رواه الترمذي
والنسائي وهو حسن لغيره . " سبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".رواه أبو داود وهو
حسن.
وبعد سماع النداء للصلاة توبة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرغوبة ومطلوبة، فالرسول صلى الله عليه وسلم
ينصح الذي يسمع الأذان بأن يردد مثلما يقول المؤذن فإذا فرغ كان هناك هذه الصلاة
وهذا الدعاء:
" اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة
والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد".
ثم يقول: " رضينا بالله رباً بالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه
وسلم نبياً وفي رواية ورسولاً " – " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما
أسررت وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني ... أنت المقدم وأنت المؤخر لا
إله إلا أنت".
إرسال تعليق