شروط العلم النافع عند ابن تيمية : -
أن يراد به وجه الله، وأن يكون موافقًا للشريعة ؛ ولذا توعد من يطلب العلم رياء وزهوًا
وروي عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما ثبت في الصحيح عن أهل الرياء في الأعمال ومنهم من طلب العلم ليتحدث عنه الناس: " إن أول ثلاثة تسجر بهم جهنم عَلِمَ العلمَ وعَلَّمَهُ ، وقرأ القرآن وأقرأه؛ ليقول الناس هو عالم وقارئ " .
ويذكر ابن تيمية أدوات المعرفة ويراها متمثلة في الحواس الخمس وقلب الإنسان ونفسه .
ويرى طريق المعرفة متمثلًا في الطريقة العلمية والطريقة العملية .
أما الطريقة العلمية : فتقول على صحة النظر في الأدلة ، والأسباب هي الموجبة للعلم كتدبر القرآن والحديث ، وتقوم على ثلاثة قواعد
1- صحة أداة التعلم وهي القلب
2- والإحاطة التامة بموضوع التعليم .
3- والتطبيق العملي للتعليم .
أما الطريقة العملية : فتقوم بصحة الإرادة والأسباب هي الموجبة للعمل ، ويشترط في الطريقة العملية معرفة ما هي الإرادة ، ومعرفة المراد التي تتجه إليه الإرادة ، وتوفير البيئة المناسبة لتربية الإرادة .

ولا بد أن تكون الطريقتان العلمية والعملية في إطار الأصول الإسلامية ؛ لأنها المرجع فيما نتوصل إليها بالطريقتين من علم وعمل وأي علم لا يتفق مع علم الله لا يكون علمًا ، وأي إرادة لا توافق محبة الله ورضاه تكون مذمومة .
وأما العلوم وأنواعها : فإن ابن تيمية يذكر أن أهل الملل أفضل في العلوم والأعمال الصالحة من غيرهم ، فأي خير يوجد عند غير المسلمين ؛ نجد عند المسلمين ما هو أكمل منه وعند أهل الملل من العلوم ما لا يوجد عند غيرهم 




 العلوم نوعان حسب ابن تيمية  :
الأول : العلوم العقلية :
التي تحصل بالعقل كعلم الحساب ..... ونحوها ، وهذه العلوم يراها ابن تيمية عند كل ملة كما هي عند غيرهم ؛ لأنها تراث مشترك بين البشر لكن أهل الملل أكمل فيها فإن علوم المتفلسفة مثل علوم الطبيعة والمنطق والهيئة وغيرها من علوم اليونان والفرس والهند ، لَمَّا صارت بعد الترجمة إلى المسلمين هذبوها ونفحوها لكمال عقولهم ، وحسن ألسنتهم ، وكان كلامهم فيها أتم وأجمع وأبين .
الثاني : العلوم التي لا تعلم بمجرد العقل :
وهي : علوم الديانات والعلوم الإلهية ، وهذه العلوم مختصة بأهل الملل ، وهي قسمان :
القسم الأول ما يمكن أن يقام عليه أدلة عقلية :
فهي علوم شرعية عقلية لعدالة الرسل وتبيينهم المعقول ، وهي معلومة بالفعل ؛ لأن الرسل هدوا الناس وأرشدوهم إلى دلالة العقول عليها ، وبهذه العلوم يعلم صحة ما جاء به الرسل وبطلان قول من خالفهم .
القسم الثاني من علوم الديانات :
فهي العلوم التي لا تعلم إلا بخير الرسل، ولا تقام عليها أدلة عقلية والعلم بها يأتي عن طريق اتفاق الرسل على الإخبار بها دون تواطؤٍ بينهم .
وقد أخبر الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الله وملائكته وعرشه وكرسيه وأنبيائه ورسله وأخبارهم، وأخبار مكذبيهم ، بمثل ما وجد في كتب الأنبياء من التوراة وغيرها ، وعلم الأنبياء -عليهم السلام- ليس قائمًا على مجرد الخبر كما يقول ابن تيمية ، وإنما يجمع بين الأدلة العقلية والأدلة السمعية بخلاف الذين خالفوهم ؛ فإن تعليمهم غير مفيد للأدلة العقلية والسمعية مع ما في نفوسهم من الكبر الأجوف .

Post a Comment

Previous Post Next Post