قواعد النقد للمتن
إن تصحيح المتن لغويا واستبعاد ما فيه من أغلاط، هو ما يعرف عند علماء الحديث [بالتصحيف والتحريف]، وقد وضعوا الضوابط التي تنقي النص من التحريفات، وبحثوا في منشأ الغلط، وهل مرده إلى ضعف البصر؟ أم إلى ضعف السماع؟ أم إلى التدليس ... الخ.
وإذا ما قارنا ذلك بما يعرق عند الأوربيين [بنقد التصحيح] سنجد البون شاسعا.
وكذلك ما يعرف عندهم [بالنقد التفسيري] بنوعيه: الحرفي، والكلي، فسنجد أن علماء الحديث قد توفرت عنايتهم على شرح غريب الحديث، وقاموا بجهود كبيرة في شرح الأحاديث وتحليل نصوصها واستخراج ما بها من حكم وأحكام، وقد أفرزت هذه الجهود ثمارها المباركة في المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب التي تناولت غريب الحديث، والكتب التي شرحت الصحاح والسنن وغيرها من كتب السنة المباركة كفتح الباري في شرح صحيح البخاري، وشرح النواوي على صحيح مسلم وغيرهما ... كما قام علماء الحديث بوضع القواعد المنهجية التي تميز الصحيح من الزائف وتبين الموضوع من الأخبار، ووضعوا علامات يعرف بها الوضع بنوعيه في السند وفي المتن، وأفرد بعضهم الموضوعات بمؤلفات خاصة بها، حتى ينتبه لها الباحثون.
وإذا ما قارنا تلك القواعد التي قام عليها المنهج الإسلامي في نقد المتن وما تمتعت به من دقة فائقة وقارناها بطرق التقويم للنص في


المنهج الأوربي، نجد أن معظمها -عند الأوربيين- قام على الظن والتخمين والإغراق في الاحتمالات.

Post a Comment

Previous Post Next Post