تقوى الله
يقول تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا
سديدا ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا
عظيما } [ الأحزاب : 70 ، 71 ] فالعلاقة قوية بين تقوى الله والتربية الذاتية
ونتيجتها أن يتقبل الله الحسنات ويزكي الأعمال (1)
ويقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ وعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك
أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم أي يوفقهم للأعمال الصالحة وأن يغفر لهم الذنوب
الماضية وما قد يقع في المستقبل يلهمهم التوبة منها (2)، وفي ذلك صلاح لأمري
الدنيا والآخرة كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم
فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم } [ الأنفال : 29 ]
وبين عليه الصلاة والسلام أهمية التقوى عندما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة
فقال : التقوى وحسن الخلق . [ ابن ماجة : 2/1418 ، وقال الترمذي : حديث حسن ]
ويقول أيضا : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك . [ أحمد : 1/307 ] وحفظ
الله هو تقواه بحفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه أي بفعل الواجبات جميعا وترك
المحرمات كلها (3)
ومن ميزات هذا
الأسلوب أنه ينشئ داخل حس الإنسان رقابة ذاتية تشعره بالمسئولية المطلقة أمام الله
ليكون حارسا أمينا لنظام الحياة الذي ارتضاه لعباده وطالب كل فرد بتطبيقه فلا يحيد
عنه قيد أنملة .
إن تقوى الله
هو عقد متفرقات جميع أساليب التربية الذاتية ، وهي الرابطة أو الحلقة التي ينبغي
أن يحيط بها العبد عند الهم بأي من تلك الأساليب . وتشبه المحاسبة من جوانب عدة
مثل العلم قبل العمل وعدم معرفة المخلوقين بها . وربما يكون الفرق بينهما أن
المحاسبة تكون غالبا بعد أداء العمل بينما تقع التقوى قبله .
Post a Comment