فائدة الوضوء وأسراره
أما الفائدة النفسية للوضوء فقبل أن يحقق العلم الحديث مفاهيمه فهي متواتر
ة فيما يتواصى به الناس من إسباغ الماء على الجسم أو الأعضاء لكل من يصيبه الإعياء
النفسي أو الضيق، فيستعيد نشاط جسمه وصفاء نفسه دون أي التزام تعبدي والفائدة
النفسية في الوضوء بمفهومها العلمي الحديث تتحقق باستيفاء الأركان الثلاثة من مسح
وتدليك وإسباغ الماء على الأعضاء، ويزيد عليها مفهوم المدرسة السلوكية المعاصرة
وهو تغيير حركة الأعضاء أثناء الوضوء وهذا ما يتناوله البحث تفصيلاً .
فالوضوء وحده موسوعة نفسية وهو مدخل إلى الصلاة فإن لم يؤت الوضوء ثمرته
فان الصلاة تكمله بنفس مفاهيمه ونفس فائدته، تمحو الخطايا كما يمحوها الوضوء، بل
في اتساع وشمول وإحاطة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لاصحابه :
" أر أيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه
شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن
الخطايا". ولهذا كان إحسان الوضوء هو إحسان للصلاة نفسها فهما شعيرتان متتابعتان
وكلاهما يسير إلى النفس بأعماق نفسية حقيقية صادقة وصدق رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال : " من توضأ هكذا فأحسن الوضوء غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت
صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة .
وبهذا يكتمل المفهوم النفسي لأسرار الوضوء على قدر ما استحدثه البشر من
علوم دون إحاطة تصل إلى حقيقة أعماقه وأبعاده، ولكنها محاولة للتنقيب عن جوهر
السنة المطهرة وما فيها من كنوز وأسرار وهي شمعة على الطريق.وبالله التوفيق.
إرسال تعليق