قراءة القرآن :
القرآن الكريم هو كلام رب العالمين نزل به الروح الأمين على
سيد المرسلين ليكون منهجا للعالمين ، وأن في قراءته وتدبره تربية للنفس وأي تربية
، وفيه حياة للروح ، وأي حياة ، قال تعالى : { إن هو إلا ذكر للعالمين ، لمن شاء
منكم أن يستقيم } [ التكوير :27 ، 28 ] ، وقال أيضا : { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى
للمتقين } [ البقرة :1 ] ، وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : القرآن شافع مشفع وما حل مصدق من جعله أمامه قاده إلى
الجنة ومن جعله خلفه قاده إلى النار [ رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب
والطبراني في الكبير وابن سعد ، نقلا عن الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم
2019
ومن القرآن يأخذ المؤمن التصورات والأفكار والمبادئ الصحيحة
عن نفسه وعن الكون وعن الحياة وعن الآخرة فيحيا كما يريد خالقه ، ومن القرآن يقتبس
الطرق الناجحة لتربية النفس وإحياء الضمير
وإن من يريد أن يربي نفسه حري به أن يتعهدها بكتاب الله
تلاوة وتدبرا وفهما وحفظا ، مبتعدا بذلك عن منهج أهل الزيغ والعصيان الذين هجروا
كلام الرحمن ، ومن عاش في رحاب القرآن أصبح بمثابة قرآن يتحرك على الأرض ، ففيه
منهج حياة لكل فرد في كل زمان ومكان
وما الحيرة والضياع التي يعيش فيها كثير من أفراد المسلمين
إلا لأنهم ابتعدوا عن هذا النبع الأصيل ، ولذلك لا يستغرب أن ترى بعض المنتسبين
للإسلام يمر عليهم الشهر والشهران والثلاثة ، بل السنة بأكملها ولم يقرأ جزءا أو
سورة من سور المصحف الشريف ولم يتدبر معناها ولم يعمل بمقتضاها ، لا غرو أن أمثال
هذا ممن يثقل كاهل الأمة ويكون عبئا عليها ، بينما نجد أن أهل القرآن العاملين به
على العكس من ذلك فهم أهل الله وخاصته وبهم تقاس حضارة الأمة ، ولذا امتدحهم الرب
سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ترغيبا لكل فرد أن يحذو حذوهم قال الله
عز وجل : { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا
وعلانية يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } [
فاطر : 29 ، 30 ] وعن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال : قال الرسول صلى الله
عليه وسلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه [ البخاري : 3/346]
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي
يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد له أجران [ البخاري :3/39] ، وعن أبي أمامة
الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرؤوا
القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ...[ مسلم :1/533] ، وعن عبد الله بن
عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقال لصاحب
القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها [
الترمذي : 5/163 وقال حسن صحيح ]
إرسال تعليق