ينبغي أن نشارك العالم في زيادة الرقع
الخضراء وتشجير الاشجار ،
ولكن ليس على حساب الإفراط في الري، فهناك نباتات وأشجار
محلية يمكن الانتفاع منها. وقد قام مركز دراسات البيئة المبنية بالتعاون مع مشروع
الكفاءَة المائية والتوعية بدراسة مستفيضة، نذكر منها بعض أنواع الشجيرات المهددة
بالانقراض في الأردن والتي لا تحتاج إلى ري بعد زراعتها بقليل.
من الشجيرات دائمة الخضرة القبّار واللبّاد
واللزيق والعطعاط الذي لا يحتاج إلى ري، ومن الشجيرات متساقطة الأوراق التي لا
تحتاج إلى ري كذلك الرتم والبلان وغيرهما.
وهناك أشجار دائمة الخضرة ولا تحتاج إلى ري
كشجرة الأكاشيا وبدة العفريت والكازورينا والخروب والسرو واللجستروم والبلوط
والصنوبر والفلفل، وهناك أشجار تتساقط أوراقها في فصل الشتاء ولا تحتاج إلى مياه
للري بعد زراعتها بقليل، مثل شجر السرس والتين والزنزلخت والبركنسونيا والبطم
وغيرها.
ويمكن الاستفادة من بعض تلك الأشجار في
التصميم المعماري المناخي للأبنية، وبخاصة تلك التي تتساقط أوراقها في فصل الشتاء
بحيث يتم زراعتها بمحاذاة الواجهتين الشرقية والجنوبية في المناطق المرتفعة، كي
تظلل البناء في فصل الصيف بينما تسمح لأشعة الشمس بالدخول في فصل الشتاء.
إن الاعتماد على هذه الأنواع المهددة
بالانقراض وغيرها من النباتات التي لا تحتاج إلى ري، وبعضها له أزهار جميلة، مثل
نبات الأجاف والألوي، في حدائقنا العامة، وعلى جوانب الطرق، أجدى وأعظم توفيراً
للماء من المسطحات الخضراء كالنجيل والبانسيه التي تزرع داخل عمّان وتلهث أمانة
عمّان وراءَها بصهاريج المياه لريها باستمرار.
ألم يحن الوقت كي نرشد في استهلاك المياه
ونطلق العنان للشجيرات الخضراء كي تغطي ساحاتنا على نحو ما كانت تغطي سفوح جبال
البلقاء والشراة وعجلون وغيرها معتمدة على أمطار الشتاء ورعاية أهل تلك المناطق
المباركة.
إنّ مئات البلايين من أطنان الكربون الموجودة
في غاز ثاني أكسيد الكربون تتحول إلى مواد نباتية كل عام بفعل وظيفة الأشجار
الطبيعية، فإن تناقص الغابات سوف يزيد من ثاني أكسيد الكربون في الجو وسوف يؤدي
إلى زيادة حمضية مياه البحار نتيجة ذوبانه في المياه السطحية للبحار بفعل الأمطار
وبفعل التماس المباشر بين الغلاف الجوي والأسطح المائية. فما هي نتائج ذلك على
البيئة العالمية؟
ينتج التلوث عن احتراق مشتقات النفط واحتراق
وقود المركبات وعن الصناعات المختلفة وأنواع الزراعة المتنوعة، كزراعة الأرز،
وبفعل ما تطلقه تربية الحيوانات من غازات دفيئة،
وما إلى ذلك. ويؤدي ذوبان هذه
الغازات في مياه الأمطار إلى تشكل المطر الحمضي الذي يزيد من حمضية مياه البحيرات
والبحار والمسطحات المائية. كذلك تؤدي الأمطار الحمضية إلى موت الأشجار الحساسة.
إن زيادة حمضية مياه البحار تؤدي إلى تناقص
كمية النباتات والهوائم البحرية التي تتكاثر على سطح البحار وتنتج الأكسجين وتتغذى
عليها القشريات والحياة البحرية الدقيقة؛ فإن الثروة السمكية تتجه نحو التناقص
بفعل هذا الدمار الذي يحدث على سطح البحار والمحيطات.
والأسوأ ضرراً من ذلك هو دور النباتات
والهوائم البحرية في امتصاص الكربون من الجو، فإن مساهمة نباتات البحار التي تحتوي
على الكلورفيل (البلانكتونات النباتية) في تحويل الكربون الموجود في غاز ثاني
أكسيد الكربون إلى مواد نباتية عضوية تبلغ نحو 90% من النشاط على سطح الأرض، فيما
تقدم الغابات مساهمة 10% فقط، ولكن بعض الأبحاث الأخرى تشير إلى مساهمة البحار
بنسبة تزيد قليلاً عن 40%، ونحن نميل إلى اعتماد النسبة الأخيرة الأكثر واقعية(21).
وهناك مبادرات حديثة مهمة لزراعة مليار شجرة
تقدمت بها السيدة "وانجاري ماثاي"؛ الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام
2004، ومبادرات مماثلة في مؤسسة حركة الحزام الأخضر الكينية التي زرعت ملايين
الأشجار التي تتناسب مع البيئة المحلية في إفريقيا، وغيرها من المحاولات التي
ينبغي أن يتم دعمها ومئسستها وشرعنتها على صعيد دولي ومحلي(22).
لم يرتفع الوعي في بلادنا بما يتلاءَم مع الأهمية
العظمى للأشجار، فنجد المصطافين يتركون بقايا فحمهم متقداً بين الغابات، كما نلحظ
الاعتداء الجائر بالرعي والتقليم، ونجد بعض المواطنين يلقون بأعقاب السجاير من
المركبات غير مدركين خطورة ما ترتكب أيديهم؛ وبعضهم يلهو بسلخ لحاء الشجر أو
بكتابة اسمه ومحبوبته على لحاء الشجر. وما زالت الخطط الوطنية لزراعة الغابات دون
الطموح الذي نتطلع إليه.
تعتبر
التربة الخصبة التي تقوم عليها الغابات مدافن كبرى للكربون بفعل سقوط أوراق
الأشجار وأغصانها وثمارها، ومن ثم اختزانها في التربة تحت الأشجار مباشرة. وتقدر
كميات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها الغابات حلولاً مهمة لمعالجة ظاهرة الانحباس
الحراري، إذ تمتص الغابات في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 10.6% من إنتاجها من
غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج بفعل احتراق الوقود الأحفوري، فيما تساهم الأشجار
المزروعة في المناطق الحضرية بنحو 1.5% إضافية. وهذه الإحصائيات ينبغي أن تحفزنا
على زراعة الأشجار في المدن والقرى والريف والصحاري سواء بسواء.
انشر البهجة بمنزلك واحصل علي نباتات زينة مميزه وجميلة من مؤسسة اند هاوس
ردحذف01151664444 – 01009707908
إرسال تعليق