قطع وحرق وتدمير الغابة وتناقص في مساحات الغابات حول العالم
عندما يتم قطع الأشجار، فإن بذورها وأزهارها المتساقطة، فضلاً عن بقايا الأشجار الناتجة عن القطع والتنظيف، من أوراق ولحاء وأفرع، تنتهي جميعها إلى التعفن، فتطلق كميات كبيرة من الكربون في الجو. كذلك ينتج الكربون من الفضلات العضوية الناجمة عن تصنيع الأشجار، بفعل حرق البقايا كاللحاء ونشارة الخشب في مصانع توليد الطاقة أو لتشغيل المصنع نفسه.
ناهيك بزيادة خطر اندلاع الحرائق بفعل وجود المواد الهشة والجافة من ناتج قطع الأشجار أو تقليمها، وبذلك تزيد مخاطر اندلاع الحرائق، الأمر الذي يزيد من إطلاق الكربون في الجو نتيجة زيادة مخاطر الحرائق لوجود الأجزاء الجافة من أفرع الأشجار وأوراقها. كما تنطلق الغازات الدفيئة بفعل حرث الأرض وقلب تربتها المليئة بالجذور المتعفنة التي تطلق الكربون أيضاً، وبفعل استخدام السماد كذلك. هذه الأسباب مجتمعة تؤدي إلى زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وبالتالي تساهم في ظاهرة الانحباس الحراري العالمية.
والغابات هي موائل لفصائل حيوانية ونباتية كثيرة تحافظ على التربة من الانجراف وتحفظ رطوبتها التي تطلق البخار لتشكل السحب الماطرة. وهذه الفصائل هي مصدر للطاقة والغذاء والعقاقير وتنشر الظلال وتمتص ثاني أكسيد الكربون وتخزن الكربون الفائض عن حاجة الأرض وتجمع الأغبرة والملوثات الإشعاعية الموجودة في الجو.
ولا شك في أننا نسمع عن حرائق الغابات في بلادنا وفي العالم؛ والتي تنشأ بفعل الاستهتار والافتقار إلى الوعي العام بأهمية الأشجار؛ فالأشجار تساهم في التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون وتنقية الجو من الأتربة والعوالق، ونحو ذلك من فوائد جمى لا تحصى. فمن المعلوم اليوم أن الدونم الواحد في الغابات يجمع ما مقداره نحو ستة أطنان من الأغبرة سنوياً. وفوائد ذلك جمة، إذ تتم تنقية الهواء من الأغبرة والبكتيريا والأمراض الأخرى العالقة بها، وأيضاً من الإشعاعات التي تكون عالقة بها. ثم تقوم الأمطار بغسلها فيما بعد عندما تمطر السماء ويتم توزيع هذه العوالق على التربة بانتظام؛ فتحد الأغبرة من انجراف التربة وتساهم في تغذية جذور الأشجار بالعوالق الحية التي تذوب في الماء .
إن هذا التناقص الهائل في مساحة الغابات في العالم إنما يُساهم في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، كما يُساهم في زيادة مشكلات انجراف التربة وفقدان التنوع الحيوي الضروري لحدوث الاتزان في الطبيعة. ولا شك في أن تناقص هذا الغطاء الأخضر عن سطح الكوكب سيؤدي إلى امتصاص سطح الأرض كميات أكبر من أشعة الشمس، وبالتالي سيؤدي إلى تفاقم مشكلة الانحباس الحراري وما ينجم عنها من مشكلات خطيرة وكوارث عالمية.

Post a Comment

أحدث أقدم