إن
الاقتصاد التنافسي يستمد قوته من العنصر البشري القادر على الإبداع
الابتكار والاختراع باستمرار مما يسمح بإنشاء مؤسسات ذات
كفاءة إنتاجية عالية من شأنها إرساء دعائم تطور وتقدم ونمو المؤسسات.
لقد
أصبح المورد البشري في الألـفية الثالثة المصدر الرئيسي لخلق القيمة والتميز
المستمر للمؤسسات الرائدة،وهذا بتبنيها للأساليب العلمية وتهيئتها للأسباب
والعوامل اللازمة لتطوير الموارد البشرية.
إن
أي مؤسسة مهما كانت،لا تعدو أن تكون في غياب مواردها البشرية إلا مجرد مجموعة من
المباني والمعدات والأثاث وربما بعض الأرصدة في البنوك،والموارد البشرية هي التي
تصنع المؤسسات وتمهد لها الطريق للنمو والنجاح والاستمرار.
إن
الرهان الحقيقي لأي مؤسسة يتمثل في مدى قدرتها على استغلال مواردها والاستفادة منها،فلقد دفعت
تحديات بيئة أعمال القرن الحادي والعشرين إلى زيادة الاهتمام بالموارد الداخلية
وبالخصوص الموارد البشرية من خلال العمل على التقدير والعناية اللازمة لأعمالهم
المنجزة وتصحيحها وتجديدها وتطويرها باستمرار مما سوف يدفعهم إلى الالتزام وتحسين
السلوكات وزيادة الإحساس بروح الولاء والانتماء للمؤسسة
وقيمها التي وجدت من أجلها وتعظيم المكاسب والمنافع والاستغلال الجيد لهذا المورد
الإستراتيجي مما يجعل المؤسسة أكثر كفاءة وفعالية من المؤسسات المنافسة،حيث يسمح
لها بخلق القيمة والتميز المستمر
والمستديم،تمكنها من مواجهة التغيرات والتكيف مع المستجدات البيئية وتفعيلها لصالحها.
إن
إدارة الموارد البشرية تمثل أحد الإدارات الإستراتيجية في المؤسسات الحديثة،سواء
في اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على
السواء من خلال العمل على إشباع الاحتياجات الذاتية لكل من المؤسسات والموارد
البشرية على السواء،ويتمثل المدى الذي تساهم فيه إدارة الموارد البشرية في تحقيق
الأهداف التنظيمية في المقام الأول على مدى قدرة وكفاءة مديري الموارد البشرية في
تلك المؤسسات.
لقد
تعرضنا من خلال الدراسة النظرية عبر الفصول المختلفة إلى مختلف الوظائف والمهام
التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية والعوامل المؤثرة عليها،ومقومات فعالية
الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية.
ولقد
تمكنا من الوصول إلى مجموعة من النتائج التي تؤكد الفرضيات المقترحة في بداية هذه
الدراسة،والتي على أساسها يمكن أن نقدم بعض الاقتراحات والتوصيات التي نعتقد أنها
يمكن أن تكون مفيدة في تطوير واقع وموقع الموارد البشرية في المؤسسة
الجزائرية،وأخيرا نقدم أفاق الدراسة باقتراحنا لبعض المواضيع المرتبطة بموضوع
البحث أولها علاقة غير مباشرة والتي قد تكون أرضية لبحوث ودراسات مستقبلية.
إرسال تعليق