إن ذوبان
الجليد بفعل ظاهرة "الدفء الحراري"،
والذي يتوقع له أن يستمر ويتسارع،
على نحو قد يؤدي إلى انحسار ثلث الغطاء الأبيض قبل النصف الأول من القرن الحادي
والعشرين، مما يؤدي إلى تقلص المساحة السطحية للغطاء الأبيض الذي يعكس أشعة الشمس
ويساهم في تبريد الأرض؛ إذ إن انكشاف التربة سيؤدي إلى امتصاص كميات أكبر من أشعة
الشمس، وبالتالي إلى ارتفاع متزايد في درجة حرارة الأرض.
وربما يؤدي انحسار الثلوج في بعض المناطق إلى
نمو الغطاء النباتي، وبالتالي إلى مساهمة في تحسين أحوال درجة حرارة الأرض
إيجابياً، ولكن، يؤدي ذوبان الثلوج إلى إطلاق كميات غير قليلة من غاز ثاني أكسيد
الكربون وغاز الميثان المحبوسين داخلها. فالمسألة لا تتبع معادلة بسيطة ومباشرة،
بل لكل ظاهرة سلب وإيجاب.
وقد أدى الذوبان المتعاظم للمناطق الزراعية
المتجمدة في أقصى شمال الكرة الأرضية، كسيبيريا والتندرا، إلى ميلان الأشجار
وفقدانها توازنها، كما حدثت أضرار كبيرة في المنشآت، كهبوط أساسات الأبنية وهبوط ركائز
أنابيب النفط ونحو ذلك من أضرار على المنشآت الصناعية والزراعية والخدمية.
القطب الجنوبي هو أبرد المناطق في العالم
قاطبة حيث تصل درجة الحرارة إلى نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر، وفيها الاحتياطي
العالمي الأكبر من ماء الشرب، فضلاً عن التنوع الحيوي المذهل بتكيفه الفريد مع بيئة
قاسية للغاية؛ إذ يمكن
التعلم منها دروساً كثيرة وضرورية لبقاء الجنس البشري.
كامل القطب الجنوبي تقريباً مغطى بالجليد
الذي يبلغ معدل سمكه نحو 2500 متر، وإذا ذاب ثلج القطب الجنوبي فسيرتفع منسوب
المحيطات نحو 70 متراً، كما سوف يفقد العالم الجهاز الطبيعي لضبط درجة حرارة
تيارات المحيطات ويذهب الاتزان الحراري في العالم إلى غير رجعة.
Post a Comment