في أستراليا، نفقت عشرات الآلاف من طيور Flying Foxes (Pteropus) نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في مطلع التسعينيات، وقد جفت المئات من الأشجار في بريطانيا خلال جفاف 2006، فيما أخذت أنواع وفصائل من النبات والحيوان تنتقل من الجنوب إلى الشمال في هجرات جماعية. ولسنا بحاجة إلى إحصائيات عالمية لتأكيد ذلك فنحن نشاهد التحولات المذهلة في أحوال الطقس في بلادنا.
ويخبرنا آل غور في فلمه "الحقيقة غير المريحة" An Inconvenient Truth، الذي صدر كتاباً فيما بعد، أنه في هولندا، على سبيل المثال، وبفعل ارتفاع درجة الحرارة، أصبحت بعض الحشرات Crickets تتوالد قبل موسمها المعتاد، فشرعت بعض الطيور بدورها إلى وضع بيوضها مبكراً لتتزامن ولادة فراخها مع موسم الحشرات كي تتغذى عليها، ولكنها لا تستطيع اليوم التأقلم على التغير السريع بالسرعة الكافية. وهذا يعني نفوق الكثير من الطيور وزيادة أعداد الحشرات بكميات كبيرة.
كذلك، سوف يتكاثر البعوض في مناطق عالية لم يصلها في السابق، فمدينة نيروبي، مثلاً، بُنيت عند مستوى عالي عن سطح البحر لتفادي وصول البعوض إليها، ولكن بفعل ارتفاع درجة حرارة الأرض باضطراد فسوف يصبح ذلك ممكناً قريباً، إذ سوف يصل الإزعاج وتنتقل الأمراض عبر البعوض إلى نيروبي وغيرها من مدن العالم.
        خلاصة القول إننا مقبلون على ارتفاع مضطرد في درجة حرارة الأرض خلال هذا القرن، ولابد من اتخاذ الإجراءَات الكفيلة بالحد من ذلك، بدءَاً من الأفراد، فالمجتمع، فالدولة، وانتهاءً باتفاق دول العالم كافة على الالتزام التام بالاتفاقات العالمية، فلا تتنصل أي دولة من واجباتها تجاه الكرة الأرضية، كما فعلت الولايات المتحدة وكازاخستان وبريطانيا.

Post a Comment

Previous Post Next Post