إطلاق الغازات السامة في الجو.
إن استخدام المبيدات الحشرية كمركب DDT والأسمدة الكيميائية فضلاً عن الدخان الناجم عن احتراق الوقود التقليدي في محطات توليد الكهرباء، وبفعل المركبات والمصانع، وما ينجم عن الحرائق المتنوعة من تلويث؛ بعضها متعمد كل عام لغايات توسيع الزراعة، وحرق ناتج زراعة الأرز والقصب وغيرها، كما يحدث في مصر والمكسيك وغيرهما، وينتج عن ذلك سحب كثيفة رمادية – مزرقة اللون، والبعض الآخر من التلوث ناجم عن التصرفات العبثية لغايات توسيع الأراضي لصالح الاستثمار، كما حدث في اليونان خلال صيف 2007، وما ينجم عن ذلك من إطلاق لغازات أكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت والميثان وغيرها.
كذلك يؤدي حرق النفايات والمواد السامة، مثل إطارات السيارات والمركبات الكيميائية والصناعية، كأكياس البولي إثلين Polyethylene (أكياس النايلون) والبولستيرين من بقايا الصناديق الزراعية وغيرها إلى إطلاق الغازات السامة في الجو. ونحن نأمل أن يتم السيطرة على ذلك من قبل الشرطة البيئية في أقرب وقت.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك كله الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير وثورة البراكين والزلازل وموجات التسونامي والتغيرات المناخية الناجمة عن تلوث البيئة ونحو ذلك، فإننا لا نفاجأ عندما نسمع عن انقراض تام Extinction لأنواع بيولوجية بمعدل 74 نوعاً في كل يوم، حسب تقديرات العالم الأمريكي ويلسون Wilson، وذلك نتيجة الأوضاع البيئية البائسة الحالية. بل يذهب إلى القول إنّ نحو نصف التنوع الحيوي في الطبيعة سوف يندثر مع حلول نهاية القرن الحادي والعشرين وذلك إذا ظل التدمير بالبيئة على النحو الذي هو عليه اليوم(17).
ولا نفاجأ كذلك عندما نسمع عن ظاهرة الدفء الحراري Global Warming والانحباس الحراري وظاهرة البيت الزجاجي Green-house effect، وارتفاع درجة حرارة الأرض وما ينجم عن ذلك من ذوبان للجليد في القطبين، وارتفاع منسوب مياه البحار وغمر الكثير من السواحل وتملح مياه الشرب، فضلاً عن ظاهرة تآكل طبقة الأوزون التي باتت تسمح للأشعة فوق البنفسجية UV الضارة بالدخول إلى جو الكرة الأرضية، وآثار ذلك على انقراض الكثير من أنواع الحياة الدقيقة على الأرض وتقلص أعداد البعض الآخر، فضلاً عن ضررها الصحي بالإنسان والحيوان والنبات من حيث النمو والتكاثر والعبث بالصفات الوراثية. إذ أن انحسار الرقعة الخضراء يزيد من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات، ويساهم في استفحال ظاهرة الانحباس الحراري بوصفها ظاهرة البيت الزجاجي التي صنعناها بممارساتنا الشريرة غير المسبوقة في تاريخ البشرية.

Post a Comment

Previous Post Next Post