× الاهتمام بالمصلحة العامة: حيث للوظيفة هدفٌ تحققه للدولة أو للقطاع الخاص ، وكلاهما يحقق التنمية للبلد والسكان ، فالموظف الذي يعمل في شركة لإنتاج الحليب ومشتقاته مثلاً ، يساهم في توفير الحليب للأطفال والكبار في البلد وتحسين صحتهم ورفاهية معيشتهم ، ويساهم في تحقيق كفاية البلد والاستغناء عن استيراد الحليب والاعتماد على الاقتصاد الأجنبي ، ويساهم في تنمية اقتصاد البلد وتسريع تطورها ... وغير ذلك من المصالح.
فإذا راعى الموظف أنه يخدم شريحةً كبيرة من الناس من خلال وظيفته ، لا ينفع نفسه فقط ولا صاحب المؤسسة التي يعمل فيها فحسب ، فعند ذاك يجتهد في تحسين أدائه والإخلاص في عمله ، بعكس من يستغل الوظيفة لمصلحته الشخصية ضارباً بمصالح الآخرين عرض الحائط.
× حبّ نفع الآخرين: حيث إن الوظيفة من المجالات الواسعة في تقديم الخدمات للناس ، حين يسعى الموظف للتعجيل بإنهاء معاملة أحد المراجعين ، وربما كانت المعاملة معطَّلة لمدة طويلةٍ قبل ذلك ، فيكون الفرج على يد هذا الموظف ، أو يشفع له عند المسؤول للتخفيف عنه ، أو يعفّ امرأةً عن التردد بين مكاتب الرِّجال لقضاء حاجتها – حين لا يكون لها وليّ أو ساعٍ يقضي حاجتها – فيقوم بخدمتها ... وغير ذلك من الصوَر الكثيرة.
ألا ما أجمل اللحظة التي يخدم فيها الموظف أحد الناس ، فينصرف وهو يرفع يديه إلى الله تعالى يدعو لهذا الموظف الذي خدمه ، بأن يوفقه الله ، ويحفظ له أبناءه.
فمتى استشعر الموظف هذا المعنى تلذَّذ – إن صح التعبير - بأداء العمل ، لأنه يحب الخير للآخرين راجياً بذلك الأجر من الله تعالى ، قال تعالى ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) [1]، وقال تعالى ( من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة ) [2]
أما الموظف الذي لا يحبّ خدمة الناس ولا يفتح لهم أبوابه مع قدرته على ذلك فهو مقيتٌ عند الله وعند الناس ، قال تعالى ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فاحتجب دون خلَّتهم وحاجتهم وفقرهم وفاقتهم ، احتجب الله عز وجل دون خلَّته وفاقته وحاجته وفقره ) [3]
Post a Comment