الوسائل التي تساعد في تنمية الرقابة الذاتية عند الموظفين:
× خشية الله تعالى: حيث يشعر الموظف أنه محاسبٌ على عمله ، لا من قبل الناس ، وإنما من قبل رب الناس ، وليس في الدنيا ، بل في الآخرة ، قال سبحانه تعالى إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ( الغاشية: 25 ، 26)  وقال تعالى ( لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) [1] ، والوظيفة تدخل في هذا الحديث في المال المكتسب ، وفي العلم المؤتمن عليه.
لذا فإن الموظف المؤمن هو أقدر الناس على القيام بالعمل ؛ لأنه أكثرهم مراقبة لله ، فلا يقصِّر في عمله ، ويجتهد في أن لا يشوب الوظيفة أية شائبة ، بل إنه يتعدى ذلك فلا يقتصر على نظافة أدائه وإتقانه ، بل يجتهد في نظافة أداء المؤسسة كلها التي يعمل فيها. فإذا أحسّ بشيءٍ من الحرام في عمل المؤسسة بادر إلى التنبيه عليه ، حرصاً على تطهير مال المؤسسة من الشبهة والحرام ، من باب قوله تعالى ( الدين النصيحة )[2]
إنها ليست رقابة ذاتية فحسب ، بل هي رقابة مركَّبة يستشعرها الموظف المؤمن الذي يخشى الله سبحانه.
× الشعور بالمسؤولية:حيث يشعر الموظف أنه مكلَّفٌ بالعمل المناط به ، ويجب عليه الالتزام بالعقد المتفق عليه ، هذا من جهة المسؤولية الوظيفية ، ومن جهة أخرى فإن الموظف عليه مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع ، فالطبيب و القاضي و المعلِّم والعسكري يقومون بخدمةٍ اجتماعية لا يمكن أن يقوم بها غيرهم ، فتنامي الإحساس بهذه المسؤولية عندهم يحثُّهم على جودة الأداء الوظيفي بغض النظر عن الرقابة الإدارية ، والمسؤولية الوظيفية.


[1] رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي t وتقدم قريباً.
[2] رواه مسلم( /بيان أن الدين النصيحة-55)عن تميم الداريّt

Post a Comment

Previous Post Next Post