إدارة الغضب
الهدف الأساسي لما يعرف بإدارةالغضب خفض كل من المشاعر الانفعالية والإثارة الفسيولوجية المرتبطة بالغضب. ولنعلم أن الإنسان لا يستطيع التخلص من أو تجنب الأشياء أو الأشخاص الذين يثيرون غضبه وغالباً ما لا يستطيع تغييرهم ولكن باستطاعة الإنسان تعلم مهارات ضبط ردود أفعاله.
(1)هل أنت سريع الغضب؟
يوجد الكثير من الاختبارات النفسية التيتقيس: شدة أو كثافة وقوة مشاعر الغضب؛ ومدي ميل الفرد أو مدي استهدافه للغصب أو مدي قابلته للغضب؛ إضافة إلي تقييم طرق ضبط أو إدارة الغضب.وبغض النظر عن نتائج مثل هذه الاختبارات يوجد فرصاً كثيرة لمساعدة سريعي الغضب وكل ما هو مطلوب من الإنسان عندما يجد نفسه يتصرف بطرق يبدو أنها خارج نطاق سيطرته أن يتريث ويعيد التفكير في تفسيراته أو تأويلاته للأحداث إضافة إلي طلب المساعدة من المتخصصين لاكتساب طرقإيجابية فعالة للتعامل مه هذا الانفعال.
(2) لماذا بعض الناس أكثر غضباً منالآخرين؟
تفيد خبرات الحياة اليومية أن بعض الأشخاص سريعو الغضب وأكثرتهوراً وأكثر اندفاعاً يسهل إثارة أو تنشيط غضبهم بل عندما يغضبون يفقدون سيطرتهم علي سلوكهم. علي الجانب الآخر يوجد أشخاص لا تظهر عليهم أي مؤشرات للغضب بغض النظر عن طبيعة موقف التفاعل أو الأحداث التي يتعرضون لها ولكن تراهم دائما في حالة انفعالية مسطحة. وتجدر الإشارة إلي أنه ليس من المحتم أن يلعن ويحطم الأشخاص الذينيسهل إثارة أو تنشيط مشاعر الغضب لديهم الأشياء ففي بعض الأحيان يستجيب مثل هؤلاء الأشخاص للغضب بالانسحاب الاجتماعي؛ التعاسة؛ أو المرض البدني.
ولدي الأشخاص الذين يسهل إثارة أو تنشيط الغضب لديهم ما يسميه علماء النفس انخفاض في القدرة علي تحمل الإحباط لدرجة يعتقدون معها بأنه ليس من العدل أن يتعرضون لأي صورة من صور الإحباط أو الإزعاج أو المضايقة. وينقصهم القدرة علي مواجهة الشدائد وغالباً ما يتطيرون غضباً إذا سارت الأمور علي نحو مخالف لرغبتهم علي سبيل المثال عندما ينتقدهم الآخرون علي خطأ ما.
والسؤال الأساسي ما الذي يجعل مثل هؤلاءالأشخاص علي هذا النحو؟ العديد من الأشياء في الواقع منها قد يكون السبب في ذلك جيني أو فسيولوجي إذ توجد شواهد تفيد أن بعض الأطفال يولدون متوترون قابلون للتهيج العام ويسهل إثارة أو تنشيط الغضب لديهم وتظهر مثل هذه العلامات من عمر مبكر جداً من حياة هؤلاء الأطفال حديثي الولادة. وقد يكون السبب اجتماعي ثقافي إذ أن الغضبغالباً ما يعتبر انفعالاً سلبياً يجب قمعه وغالباً ما يتم تعليمنا منذ سنوات العمر الأولي أن من حق الإنسان التعبير عن انفعالات القلق والاكتئاب وغير ذلك من الانفعالات أما الغضب فيجب أن لا نعبر عنه. وبناء علي ذلك لا يتم تعلمينا كيفية التعامل مع الغضب. وكشف الباحثون أيضاً أن الخلفية الأسرية تلعب دوراً رئيسياً في هذا السياق. فغالبية الأشخاص الذين يسهل إثارة أو تنشيط استجابات الغضب لديهم ينحدرون من أسر مفككة يوجد بها خلل في منظمات التفاعل الاجتماعي ومن أسر يفتقد أعضاؤها مهارات واستراتيجيات التعبير الانفعالي أو التواصل الانفعالي بشكل عام.
(3) هل من الأفضل أن ندع جميع الانفعالات والمشاعر تعبر عن نفسها بغض النظر عن أسلوب أو طريقة التعبير؟
الاعتقاد بأنه يجب أن تتحرر مشاعرناوانفعالاتنا من كل ضوابط أو قيود التعبير خرافة لا يوجد ما يبرر انتشارها بين الكثير من الناس. فبعض الناس يستخدمون هذه النظرية كرخصة لإيذاء الآخرين. فقد كشفت نتائج الكثير من الدراسات أن تحرير الانفعالات والمشاعر من عقالها لتعبر عن نفسها كيفما اتفق خاصة انفعال الغضب يزيد أو يصعد في واقع الأمر من الغضب والعدوان فالغضبوالعدوان يولد مزيداً من الغضب والعدوان. والتعبير غير المنضبط عن الغضب لا يفيد بأي حال من الأحول في حل المشكلة بل يزيدها تعقيداً. والأفضل أن يحاول الإنسان وأن يتعلم:
(أ)كيفية تحديد مثيرات أو منشطات الغضب لديه.
(ب) استراتيجيات مواجهةهذه المثيرات وإبطال مفعولها قبل أن تنشط أو تستفز مشاعر الغضب لديه.
إرسال تعليق