أما بالنسبة للميول والاهتمامات فإن هناك تشابهاً بين الذكور والإناث المتفوقين والمتفوقات أكثر من التشابه بين العاديين من الذكور والإناث. فيظهر لدى الإناث المتفوقات والموهوبات تنوع كبير في الأنشطة المرتبطة باللعب والتي تشمل الكثير من الألعاب التي تتعلق بألعاب الذكور المتعارف عليها والتي يلعبونها في الهواء الطلق والألعاب التي بها مغامرة ومخاطرة مع احتفاظهن بالألعاب التقليدية للإناث كاللعب بالعرايس والدمى وقراءة المجـلات ( Silverman, 1986), وهـن أكـثر تقـبلاً للعـب مـع الذكور. وقد يرفض الأولاد المتفوقون والموهوبون اللعب بالعرايس والدمى المخصصة للإناث خوفاً من السخرية والنقد من المجتمع ( Pollack, 1998 ).
ويميل كل من الإناث والذكور الموهوبين والموهوبات إلى الانسحاب والانعزال وعدم تكوين صداقات مع الآخرين وقضاء كثير من الوقت في الأنشطة الفردية, وتتضح هذه الخاصية أكثر مع النساء المشهورات أكثر من الرجال المشهورين.
وبالنسبة للاهتمامات والطموح للوظائف واختيار مجال العمل لهؤلاء الموهوبين والموهوبات من الذكور والإناث, فإن هناك تشابهاً لدى الإناث المتفوقات مع بعضهن البعض أكثر من التشابه مع الذكور في ميولهن الدراسية والمهنية. فقد أكدت الدراسات أن الإناث يملن إلى الوظائف التي تجعل الحياة أفضل وتجعل الناس أكثر سعادة, والعالم أكثر أمناً وجمالاً, بينما يختار الذكور الوظائف التي توفر لهم مرتبات ومنزلة اجتماعية مرموقة (Keer, 1985). وقد سجلت الإناث الموهوبات والمتفوقات نسب عالية للالتحاق بالوظائف المتعلقة بالحضانة ورياض الأطفال ( Koerner, 1999 ), والفنون واللغات والأدب وغيرها من العلوم الإنسانية والتي لا تبدو مريحة للذكور (Colangelo & Keer, 1991), بينما معظم الذكور اختاروا المجالات لعملهم في الهندسة والطب والمحاماة والقانون والتجارة. وهم يحددون تلك القرارات والاهتمامات الوظيفية في وقت مبكر من أعمارهم وذلك خلال مرحلة المراهقة (Keer, 1985 ).
ويحذر هيورد و أورلانسكي ( Heward & Orlansky, 1992), من الاعتماد على الخصائص العامة المشتركة للمتفوقين والموهوبين, في جميع الأحوال ولا يكون من المجدي التركيز على تلك السمات والخصائص للتعرف عليهم, فقد يكون بعض هؤلاء المتفوقين والموهوبين لا تظهر عليهم تلك الخصائص والسمات المعطاة على شكل قوائم وذلك بسبب الظروف البيئية المحيطة وأساليب التربية والتعليم وغيرها من العوامل.
Post a Comment