إن العالم الاقتصادي الذي تحدث فيه
التنمية الاقتصادية, تسيطر عليه البلدان الصناعية المقدمة, و يجنح هذا العالم في
مساعدة الغني على حساب الفقير,
و إضافة إلى ما تعانيه الدول المتخلفة من تأخر
اقتصادي, فإن الاقتصاديات المبنية على العلوم المتقدمة تجعل التقدم في هذه البلدان
أكثر صعوبة بل يكاد يكون متعذراً.
و لما كان أهم سمات
الحياة الاقتصادية الحديثة الدور الذي يلعبه فيها التغيير و التجديد نتيجة تطبيق
التكنولوجيا, فإن طموح الدول النامية لمواكبة هذه التغييرات التي تزداد اتقاناً و
تعقيداً مع النجاحات الباهرة للبحث العلمي, تؤكده مجهوداتها المستمرة و البحث
المتواصل عن أفضل الطرق و الوسائل فعالية لتجاوز الفجوة القائمة بينها و بين الدول
المتقدمة و سبيلها في ذلك هو السير في اتجاهات التقدم العلمي و التقني.
تعاني عملية التنمية
في البلدان الأقل نموا عدداً كبيراً من العوائق أو العقبات بسبب فقرها و تخلفها
الاقتصادي, سواء تلك العوائق المتعلقة بالتكنولوجيا محلية أو مستوردة, أو العوائق
المرتبطة بالبحث و التطوير,
لكن العلم و التكنولوجيا وحدهما لا يقومان بمساهمة
بسيطة إذ لم تتوفر إرادة التقدم الاقتصادية و تهيئ الفرصة و التنظيم اللازمين
للإفادة منهما.
Post a Comment